![]() |
[frame="1 80"]تحركات على الساحة الدولية
كان لا بد لحلقة الجهود ان تكتمل، ولا بد ان تتزامن مع الاتصالات والتحركات على الساحة الخليجية والعربية تحركات قوية واسعة النطاق على الساحة الدولية، وبخاصة ان الكويت عبر مسيرتها الطويلة، وبسياستها الخارجية الوسطية المتوازنة، كسبت صداقات دولية في جميع القارات والاقاليم في العالم، سواء أكان ذلك بين اوساط دول في الشمال ام دول في الجنوب. ان الاحترام والتقدير الدوليين اللذين يحظى بهما الشيخ جابر الاحمد بين قادة هذه الدول، كان لهما اسهامهما ـ بلا شك ـ في متانة تلك العلاقات الدولية بين الكويت، وغيرها من دول العالم، وبخاصة الدول المتقدمة، لدرجة ان الاتحاد السويسري المعروف بحياده التام في مثل هذه المنازعات الدولية قد خرج عن حياده، واصدر بيانا سياسيا ندد فيه بالعدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت. ان تحالف ثلاث وثلاثين دولة على رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا، وبقرار من الشرعية الدولية المتمثلة في الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي من اجل تحرير دولة الكويت من براثن العدوان والاحتلال العراقي كان له شأن عظيم، ويعني الشيء الكثير بالنسبة لمكانة الكويت الصغيرة في مساحتها وسكانها بين العمالقة من دول العالم، وهذا ما كان ليتم لولا جهود وتحركات الشيخ جابر الاحمد على الساحة الدولية منذ الساعات الاولى للعدوان العراقي، وحتى اللحظات الاخيرة لتحرير الوطن من دنس النظام العراقي الحاكم في بغداد. من جهة اخرى، نستطيع القول بان الامم المتحدة عبر تاريخها الطويل لم تتعامل مع قضية دولية كما تعاملت مع قضية الكويت، فسلسلة القرارات التي صدرت عنها تباعا، والتي بلغت كما كبيرا في فترة زمنية وجيزة، تشير الى هذه الحقيقة، كما تؤكد انه قلما حدث ان اتخذت الامم المتحدة قرارات بمثل هذا العدد حيال نزاع دولي، وفقا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. فعلى سبيل المثال، بلغ عدد القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي خلال الفترة من 2 اغسطس 1990م وحتى 29 نوفمبر عام 1990م (12 قرارا). بدءا من القرار رقم 660 الخاص بادانة الغزو العراقي للكويت، اضافة الى القرارات اللاحقة التي تم اتخاذها، وانتهاء بالقرار رقم 1284 الصادر في 18 ديسمبر عام 1999م، ليصبح مجموع القرارات الصادرة عن مجلس الامن وحده 39 قرارا، جاءت جميعها ـ فيما عدا القرارات ارقام 662ـ 665 ـ 688 ـ 773 ـ تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وهذا يمثل وضعا استثنائيا لا يقدم عليه مجلس الامن الا في حال تعرض الامن والسلم الدوليين للخطر، وهي حال يجب معها اتخاذ التدابير الدولية كافة، بما في ذلك التدابير العسكرية. هذه القرارات وغيرها من القرارات الصادرة عن المنظمات المتخصصة التابعة للامم المتحدة، وتلك الصادرة عن التنظيمات الاقليمية، والتكتلات الدولية التي قد تربو على خمسين قرارا دوليا، لم تأت تحت ضغوط عاطفية وانسانية، بل كان خلفهاجهود مضنية لرجال آمنوا بربهم وبالوطن، وارادة وعزيمة صلبة، وتصميم على تخليص تربة الوطن من رجس الطامعين الطغاة، وكان الشيخ جابر الاحمد في مقدمة هؤلاء الرجال، يمثل الارادة الكويتية كلها... موجها ومحفزا وناصحا... وفيما يلي شيء من تلك الجهود العظيمة. بتاريخ 14 اغسطس عام 1990م اوفد الشيخ جابر الاحمد الى لندن كلا من الشيخ علي الخليفة الصباح وزير المالية وحبيب جوهر حيات وزير المواصلات، ضمن جولة لهما في عدد من الدول الاوروبية لتسليم قادتها رسائل تتضمن شكر الكويت حكومة وشعبا، وتقديرها للمواقف الايجابية لقادة هذه الدول من الاحتلال العراقي للكويت، والطلب منهم استمرار دعم الحق الكويتي، وفرض انسحاب قوات الغزو العراقية من الكويت. وفي 19 اغسطس عام 1990م اوفد الشيخ جابر الاحمد وزير الدولة للشؤون البلدية المهندس فهد عبد الله الحساوي، في جولة لدول اوروبا الشرقية «بولندا ـ المجر ـ تشيكوسلوفاكيا ـ رومانيا ـ بلغاريا» حاملا رسائل لقادتها تتعلق بالعدوان العراقي على دولة الكويت، ونتائجه الخطيرة. بتاريخ 21 اغسطس عام 1990م في مبادرة لملك اسبانيا خوان كارلوس، ومن خلال اتصال هاتفي، طلب من وزيرين كويتيين يقومان بزيارة لاسبانيا، هما وزير المالية الشيخ علي الخليفة الصباح، ووزير المواصلات حبيب جوهر حيات، نقل تحياته للشيخ جابر الاحمد، مشفوعة برسالة شفوية، تقول: «... انني آمل ان نلتقي قريبا على ارض الكويت المحررة، واذا كان هناك شيء في مقدوري ان افعله فأنا على اتم الاستعداد»... وفي 24 اغسطس عام 1990م اجتمع مبعوث تركي رفيع المستوى «وزير الدولة التركي للشؤون الاقتصادية جوني تنر» الى الشيخ جابر الاحمد، وسلمه رسالة خاصة من الرئيس التركي تورغوت اوزال تؤكد موقف بلاده الثابت من الاحتلال العراقي لدولة الكويت، وتطالب بانسحاب قواته، وتمكين النظام الشرعي الكويتي ممثلا بالشيخ جابر الاحمد امير دولة الكويت، وحكومته التي يرأسها ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من ممارسة سلطاته الدستورية. بتاريخ 27 اغسطس عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير تنزانيا لدى المملكة العربية السعودية وتسلم منه رسالة من الرئيس التنزاني يؤكد فيها موقف تنزانيا الرافض للاحتلال العراقي لدولة الكويت، والمطالبة بتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي باسرع وقت ممكن. وفي التاريخ نفسه استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير كندا لدى المملكة العربية السعودية، حيث سلمه رسالة من رئيس وزراء كندا، بريان مالا روني تضمنت تأييد كندا ودعمها للكويت اميرا وحكومة وشعبا ضد الغزو العراقي للاراضي الكويتية، كما تضمنت شجب كندا لهذا العدوان، ومطالبة القوات العراقية بالانسحاب الفوري من الاراضي الكويتية الى الحدود التي كانت تقف عندها قبل العزو في الثاني من اغسطس عام 1990م، وتمكين السلطة الشرعية في البلاد ممثلة بامير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، وحكومته برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من ممارسة مهامها وسيادتها على اراضيها. وفي بيان رسمي كويتي اعرب الشيخ جابر الاحمد عن شكره وتقديره لموقف الحكومة الكندية من الغزو العراقي للاراضي الكويتية، والدعوة لتمكين الشرعية الكويتية من ممارسة اختصاصاتها وصلاحياتها على اراضيها. كما اعلن انه بوقوف جميع الدول المحبة للسلام مع الشرعية الكويتية ستعود الامور ـ بمشيئة الله وعونه ـ الى طبيعتها. كما استقبل في التاريخ نفسه ايضا، تانور جانكا وزير الدولة بمكتب رئاسة الجمهورية، والممثل الشخصي لرئيس جمهورية السنغال عبدو ضيوف الذي سلمه رسالة تتضمن وقوف السنغال الى جانب الكويت في المطالبة وانسحاب القوات المعتدية من الاراضي الكويتية، وتمكين الشرعية الكويتية من ممارسة اختصاصاتها على الاراضي الكويتية. وعلى صعيد اخر وفي التاريخ ذاته، اجتمع مبعوث الشيخ جابر الاحمد وزير الدولة للشؤون البلدية فهد عبد الله الحساوي مع الرئيس النمساوي كورت فالدهايم، والمستشار «فرانتس فرانتسكي»، حيث سلم الرئيس رسالة تتعلق بالعدوان العراقي على دولة الكويت، وآثاره الخطيرة على دول المنطقة. بتاريخ 29 اغسطس 1990م تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة من رئيس المجلس التحضيري للمؤتمر الوطني الكردستاني اللواء الركن «عزيز عقراوي» الذي اعلن شجبه للغزو العراقي لدولة الكويت، وتضامنه مع الشرعية الكويتية، ممثلة باميرها الشيخ جابر الاحمد، وحكومته برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، مؤكدا باسمه وباسم المجلس التحضيري للمؤتمر الوطني الكردستاني على ضرورة سحب القوات العراقية الغازية من الاراضي الكويتية، بدون قيد او شرط، وتمكين الشرعية من ممارسة اختصاصها، ومهامها على الاراضي الكويتية. بتاريخ 31 اغسطس عام 1990م جرى اتصال هاتفي بين الشيخ جابر الاحمد وبين الرئيس الامريكي جورج بوش، اعلن على اثره رسميا انه تم خلال الاتصال بحث آخر المستجدات على الوضع في منطقة الخليج العربي في اعقاب الاحتلال العراقي الغادر لأراضي دولة الكويت، اضافة الى تداول في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. وفي التاريخ ذاته قام مستشار السفارة البريطانية لدى دولة الكويت بنقل رسالة من رئيسة الحكومة البريطانية مارجريت تاتشر الى الشيخ جابر الاحمد حول الاحتلال العراقي لدولة الكويت والمستجدات على الساحة الخليجية والدولية نتيجة لهذا العدوان والاحتلال. بتاريخ 1 سبتمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير جمهورية النيجر لدى المملكة العربية السعودية، حيث قام السفير بتسليم رسالة من علي شعيبو رئيس جمهورية النيجر. كما استقبل ايضا، في التاريخ نفسه، سفير جمهورية المكسيك لدى دولة الكويت، الذي قام بتسليم رسالة من الرئيس المكسيكي كارلوس سالينياس. وقد تضمت الرسالتان تأييد البلدين لحقوق الشعب الكويتي، مع مطالبتهما بانسحاب فوري «غير مشروط» للقوات العراقية من الكويت. بتاريخ 4 سبتمبر عام 1990م نقل وزير المالية الشيخ علي الخليفة الصباح رسالة من الشيخ جابر الاحمد الى رئيس وزراء اليابان توشكي تايغو، تضمنت شكر الكويت للتأييد الياباني الجريء للقضية الكويتية، وتأييدها فرض عقوبات ضد العراق المعتدي، منوها الى احتجاز العراق للرهائن اليابانيين، ومؤيدا لجميع الاجراءات والخطوات التي تتخذها الحكومة اليابانية للافراج عن هؤلاء الابرياء من مواطنيها. من جانبه، ابلغ رئيس الوزراء الياباني مبعوث امير دولة الكويت ان اليابان تؤيد قرار الامم المتحدة الذي يدعو العراق الى سحب قواته من الكويت، وعودة الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الى وطنه، وان اليابان ستبذل اقصى جهدها للمساعدة على اعادة السلام والاستقرار لمنطقة الخليج. وفي 5 سبتمبر عام 1990م اكد الشيخ جابر الاحمد بان ابناء الشعب الكويتي وقيادته السياسية لن يدخروا جهدا، وسوف يبذلون الغالي والنفيس في سبيل تحرير الكويت من قوات الغزو العراقية، وقد جاء هذا التأكيد، خلال جلسة محادثات عقدها مع وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر في اطار الجولة التي قام بها في دول المنطقة. كما اشاد بدور الولايات المتحدة الامريكية التي قامت بالتزاماتها على اكمل وجه، وقال في حديث لعدد من الصحفيين المرافقين لوزير الخارجية الامريكي: «...اننا لا نمانع ابدا في المساهمة بتغطية تكاليف الجهد العسكري، وكم اتمنى ان تنتهي هذه المسألة بأسرع وقت ممكن باعتمادنا على انفسنا وعلى الاصدقاء...». واضاف: «... اننا نأمل ان تكون العودة قريبة، وفي سبيل ذلك لا يهم الثمن».... «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]رغم مرارة الاحتلال وتكاليفه تبرعت بـ 2 مليون دولار لليونيسيف من أجل رعاية أطفال العالم الثالث العالم يهرع لنصرة الكويت وقيادتها الشرعية
الحلقة الثانية والثلاثون وتستمر جهود سمو الامير الشيخ جابر الأحمد امير البلاد المفدى حفظه الله لجلب التأييد الدولي لقضايا الكويت العادلة في مواجهة الغزو الصدامي الغاشم للكويت وفي 6 سبتمبر عام 1990 وجه الشيخ جابر الاحمد رسالتين منفصلتين الى كل من الرئيس الامريكي جورج بوش، والرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف وذلك بمناسبة اجتماع القمة في «هلسنكي» بين الطرفين وفيمايلي نص الرسالتين: بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس جورج بوش الموقر، رئيس الولايات المتحدة الامريكية،،، تحية وتقديراً، تمر بلادي الكويت بلحظات حرجة في تاريخها، وهي ترزح تحت نير الاحتلال العراقي الغاشم، الذي نشط بكل حقد، وشراسة الى تقويض البنية الاساسية لدولة عضو في الامم المتحدة، والمنظمات الدولية الاخرى، ولها اسهاماتها في البناء الحضاري الانساني لعلاقاتها المتميزة مع مختلف دول العالم. واليوم، وانتم مقبلون على لقاء يجمعكم والرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف في «هلسنكي» بفنلندا، للتداول في الوضع الخطير الذي يخيم على منطقة الخليج جراء احتلال الجيش العراقي الغاشم لدولة الكويت منذ فجر الثاني من اغسطس الماضي، ورفض قوات الاحتلال بكل تعنت وصلف وغطرسة الانصياع للارادة الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الامن الدولي... فإنني اود ان اسجل، بالاصالة عن نفسي، ونيابة عن الشعب الكويتي، اعتزازنا وتقديرنا لمواقف الولايات المتحدة الامريكية المبدئية التي كان لها دور مؤثر وفعال في حشد طاقات المجتمع الدولي لاستصدار قرارات مجلس الامن الدولي بشأن احتلال الكويت، والتي اكدت رفض الشرعية الدولية للعدوان العراقي، ومطالبة العراق المعتدي بسحب قواته فوراً ودون قيد او شرط من الاراضي الكويتية، تمكيناً للشرعية الكويتية من استئناف مهامها كالمعتاد. أيها الصديق العزيز،، انني اخاطب فيكم رجل الدولة العظمى التي يتحمل مسؤولياتها الدولية والانسانية والاخلاقية في اقرار الامن، واشاعة السلام في العالم. اعمالاً لميثاق الامم المتحدة الذي يكفل الحماية والضمانة للدول الصغيرة مثل الكويت من ان تتعرض لشطط قوى الشر والعدوان التي قد تشذ عن الارادة الدولية، وتبطش بالشعوب الآمنة المسالمة، مما يعرض العالم لويلات الحروب والدمار. فخامة الرئيس،، انني وشعب الكويت الصامد ننتظر من هذا اللقاء المهم موقفاً حاسماً يعيد الحق الى نصابه، ويدحر الظلم والعدوان، وذلك لا يأتي الا باتخاذ الاجراءات الحاسمة التي من شأنها ارغام العراق المعتدي على التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي دون مماطلة، او تسويف. ذلك انه لم يعد ثمة امل في نجاح اية مبادرة دبلوماسية لعلاج الوضع المتفاقم بالخليج نتيجة لتعنت النظام العراقي المعتدي وصلفه. وانني اذ انتهز هذه المناسبة لاعبر لفخامتكم، باسمي ونيابة عن حكومة وشعب الكويت، عن شكري وتقديري للدور الكبير والمسؤولة الذي تضطلع به الولايات المتحدة الامريكية برئاستكم في مجابهة الاحتلال العراقي الغادر للكويت، فانني اتمنى من كل قلبي لمؤتمركم التاريخي النجاح، ولكم التوفيق،، جابر الأحمد الصباح امير دولة الكويت بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس ميخائيل غورباتشوف. رئيس اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية،،، تحية وتقديراً يهمني في هذه اللحظات التاريخية والحرجة التي تمر بها بلادي الكويت ان اخاطبكم، وانتم مقبلون على لقاء يجمعكم مع الرئيس الامريكي جورج بوش في «هلسنكي» بفنلندا، لبحث الوضع الخطير الذي يخيم على منطقة الخليج في اعقاب الاحتلال العراقي الغادر لدولة الكويت اعتباراً من الثاني من اغسطس الماضي، وسعي المحتل الغاشم بكل حقد وغطرسة الى تحطيم البنية الاساسية لدولة الكويت، متحدياً في ذلك ارادة المجتمع الدولي التي افصحت عنها قرارات مجلس الامن الدولي. فخامة الرئيس،،، انني اذ اسجل بالتقدير والاعتزاز موقف الاتحاد السوفييتي الايجابي الداعم لقرارات مجلس الامن الدولي بشأن الاحتلال العراقي للكويت، فانني اؤكد ايضا ان الدول الصغيرة مثل دولة الكويت تتطلع دائماً الى ان تتحمل دولتكم العظمى مسؤولياتها الدولية والانسانية والاخلاقية في اقرار الامن واشاعة السلام في العالم، وذلك بالدفاع عن ميثاق الامم المتحدة، والوقوف بحزم ضد العراق المعتدي الذي استخف بالارادة الدولية التي عبرت عنها قرارات مجلس الامن الدولي، ومن ثم فانكم تشاركونني الرأي يا فخامة الرئيس ان العالم سيتعرض للقلاقل وويلات الحروب والدمار، لو تركت الشعوب الصغيرة المسالمة عرضة لمطامع وبطش وتنكيل قوى الشر والعدوان، التي تشذ عن الشرعية الدولية. فخامة الرئيس،، انني وشعب الكويت الصامد، بل وجميع الشعوب المحبة للسلام، ننتظر من لقائكم التاريخي موقفاً حاسماً يعيد الحق الى نصابه، ويدحر قوى الظلم والعدوان، وذلك لا يكون الا باتخاذ الاجراءات الفعالة التي من شأنها ان ترغم العراق المعتدي على احترام الارادة الدولية، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي دون مماطلة او تسويف، وانني على ثقة بأنكم في ذلك اللقاء ستتوصلون الى كل ما من شأنه الحفاظ على الشرعية الدولية، وارغام المعتدي على سحب قواته دون قيد او شرط من الاراضي الكويتية، تمكيناً للشرعية من استئناف مهامها كالمعتاد، خاصة انه لم يعد ثمة فرصة لنجاح اية مبادرة دبلوماسية، وذلك نظراً لتعنت النظام العراقي المعتدي وصلفه. فخامة الرئيس،، انني اذ انتهز هذه المناسبة لاعبر لفخامتكم باسمي، ونيابة عن حكومة وشعب الكويت عن شكري وتقديري للدور الكبير والمسؤولية الذي يضطلع بها الاتحاد السوفييتي تحت قيادتكم لمواجهة الاحتلال العراقي الغادر للكويت، فانني اتمنى من كل قلبي لمؤتمركم التاريخي النجاح ولكم التوفيق،،، جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت وبتاريخ 8 سبتمبر عام 1990 استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير استراليا لدى دولة الكويت، حيث تسلم رسالة من رئيس وزراء استراليا بوب هوك تتعلق بأوضاع المنطقة والعدوان العراقي على دولة الكويت، مشيراً الى استعداد استراليا لدعم حق الكويت في الحرية والاستقلال الوطني، والوقوف بجانب الكويت حتى يتحقق لها النصر. بتاريخ 17 سبتمبر عام 1990 وجه رئيس المؤتمر القومي الاشوري بالولايات المتحدة الامريكية «الدكتور سركوت داديشو» رسالة الى الشيخ جابر الاحمد جاء فيها: «... ان صدام حسين يكشف اليوم عن حقيقته ووجهه الاصلي الى كل بلدان العالم المحبة للسلام بعد الغزو غير القانوني، وغير الشرعي لدولة الكويت، وجعل العالم كله في مواجهته نتيجة هذا العمل المعادي لكل القيم الانسانية ومبادىء سيادة الوطن واستقلاله..». واضاف الدكتور «داديشو» في رسالته: «... انه انطلاقاً من المسؤولية التاريخية ازاء الشعب العراقي، وبهدف توحيد نضاله وتعبئة طاقاته الوطنية، وفي سبيل تأمين مقومات انتصاره على النظام الارهابي واسقاطه، وحل جميع مؤسساته القمعية والارهابية، فإن قيادة المؤتمر القومي الاشوري بجميع منظماته السياسية والاجتماعية في جميع انحاء العالم تدين وبشدة كل ما يرتكبه الدكتاتور المجرم صدام حسين، وتضع جميع طاقاتها تحت تصرفكم من اجل اعادة دولة الكويت الى اصحابها الشرعيين، كما كانت عليه قبل الثاني منة اغسطس، والعمل على اسقاط النظام الدكتاتوري في العراق، واقامة حكم ائتلاف وطني ديمقراطي يستند في سياسته وبرامجه على مهام الميثاق واهدافه، عراقياً وعربياً ودولياً..» بتاريخ 21 سبتمبر عام 19990 وجه الرئيس الامريكي جورج بوش دعوة للشيخ جابر الاحمد لزيارة واشنطن يوم 28 من الشهر ذاته، وابلغ الناطق بلسان البيت الابيض، «رومان بوباديك» الصحفيين ان هذه الزيارة ستكون فرصة لتجديد التزام الولايات المتحدة وموقفها الثابت من حرية واستقلال دولة الكويت، ودعمها في كفاحها ضد القوات العراقية الغازية. ووصف الناطق الزيارة بأنها «زيارة عمل رسمية» تسبقها زيارة الى نيويورك لالقاء كلمة الكويت امام الجمعية العامة للامم المتحدة حول العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت. بتاريخ 25 سبتمبر عام 1990 توجه الشيخ جابر الاحمد الى الولايات المتحدة لحضور الدورة الخامسة والاربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكانت محطته الثانية واشنطن للقيام بزيارة عمل رسمية للولايات المتحدة، بناء على الدعوة التي وجهت له من الرئيس الامريكي جورج بوش. بتاريخ 26 سبتمبر عام 1990 اعرب الشيخ جابر الاحمد في نيويورك عن امله في ان يمضي المجتمع الدولي في تأييده لقضية الكويت، وفي شجبه التام والشامل للغزو البربري والاعتداء الاثيم على الكويت وشعبها. وقال مخاطباً رجال الاعلام وشبكات التلفزيون والاذاعة اثناء استقبالهم له في مطار نيويورك: «... جئت لاقدم الشكر للدول والحكومات الممثلة في الامم المتحدة، هذه المؤسسة التي تلعب الدور الاساسي في العلاقات الدولية الجديدة، والتي تضع كل الدول والشعوب المحبة للسلام آمالها عليها. كما جئت لاشكر الشعب الامريكي والارادة الامريكية على موقفها الانساني تجاه الكويت، شعباً وبلداً...». وأضاف: «... ان الثوابت الاساسية التي اقرتها المنظمة العالمية ـ الامم المتحدة ـ من خلال مجلس الامن، هي ثوابت اساسية بالنسبة لقضيتنا وهي اجلاء المحتل وانسحابه من الكويت العزيزة، وعودة الشرعية بكل ما تتضمنه هذه الثوابت من حقوق ثابتة للكويت والكويتيين...». ويمضي، فيقول: «... اود ان اشير الى ان ما يقوم به الجيش المحتل من نهب وتدمير واعتداء واعمال غير مسبوقة في اي احتلال عرفته البشرية في السابق، هي اعمال غير انسانية وبشعة، اعتدت على حريات المواطنين والمقيمين في الكويت. لقد رفضت القوة المحتلة دخول الصليب الاحمر الدولي الى الكويت لتفقد الحالات الانسانية، وذلك ايضا اجراء غير مسبوق ولا معروف في الاعراف العالمية، كما رفضت القوة المحتلة دخول صدر الدين آغا خان ممثل الامين العام للامم المتحدة السيد دي كويلار لشؤون النازحين الى الكويت..». واختتم كلمته قائلاً: «... ان رجائي هو ان يمضي المجتمع الدولي في تأييده لقضيتنا، قضية الكويت، وفي شجبه التام والشامل للغزو البربري، والاعتداء الاثيم على الكويت وشعبها...». بتاريخ 27 سبتمبر عام 1990 التقى الشيخ جابر الاحمد والسكرتير العام للامم المتحدة خافييز بيريز دي كويلار، كما عقد اجتماعاً مع رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الخامسة والاربعين،ثم القى كلمة الكويت امام الجمعية العامة بحضور ما يزيد عن ستين رئيس دولة، جاء فيها: «... جئت اليكم حاملاً رسالة شعب احب السلام وعمل من اجله..» وهنا دوت قاعة المؤتمرات في مبنى الامم المتحدة بالتصفيق، فكان بحق هو يوم الكويت في الامم المتحدة وامام العالم. ثم يمضي حاملاً رسالة الكويت الى العالم، فيقول: «.. انها رسالة شعب كانت ارضه بالامس القريب منارة للتعايش السلمي والرخاء بين الامم، وها هو اليوم بين شريد هائم يحتضن الامل، وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه ان يستسلم..». وبصوت حازم وبنبرة واثقة شابها التأثر عندما نطق بعبارة «وطني الحبيب»، ثم يستكمل رسالة شعبه الى العالم قائلاً: «... جئت اليكم لاطلعكم على هول المحنة والعذاب اللذين نعيشهما في الداخل والخارج..» معرباً لممثلي الدول عن امله في الا يترددوا اطلاقا في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحمل المعتدين والغزاة على اعادة الشرعية والتراجع عن همجيتهم. وهنا اشار الشيخ جابر الاحمد الى ان عزاءنا الوحيد هو موقف دول العالم بجانب الحق الكويتي، طارحاً مطالب شعب الكويت وحكومة الكويت بضرورة انسحاب القوات العراقية الغازية فوراً من دون قيد او شرط. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]مشدداً على رسالة الكويت التاريخية في محاربة مشكلة الفقر في العالم، وهي الرسالة التي نقلها الى المجتمع الدولي قبل عامين، والتي اعلن بموجبها ان الكويت قررت الغاء الفوائد على قروضها كافة، مع الوعد باعادة النظر في اصول هذه القروض.
وفي نهاية رسالته خاطب ابناء شعبه، مبشراً: «سنعود الى كويتنا كما عهدناها دار امن وأمان» عندها صفق الحضور واقفين لاكثر من ثلاث دقائق. وكان في استقبال الشيخ جابر الاحمد ما يزيد عن 60 رئيس دولة و90 رئيس حكومة ووزيراً وسفيراً، وقفوا عندما دخل القاعة مصفقين لفترة طويلة، شاركهم في ذلك جمهور غفير من المراقبين في التحية والتصفيق. هذا المشهد المؤثر كان له ردود فعل عالية منقطعة النظير، نذكر منها: 1ـ ابدى الرئيس الامريكي جورج بوش اعجابه الشديد «بوقفة التصفيق» التي امتدت اكثر من ثلاث دقائق بعد ان انهى الشيخ جابر الاحمد كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث علق قائلاً: «ان مثل هذه الوقفة لم يحدث مثلها في الامم المتحدة من قبل، وكان المشهد مؤثراً». واضاف: «كنت سفيراً هناك في الامم المتحدة، ولم اشاهد ابداً شيئاً مشابها، وهو ما يبين ان العالم يدعم بقوة وتصميم ما نحاول تحقيقه». 2ـ تتصدر صور الشيخ جابر الاحمد وعباراته مساحة كبيرة في الصفحات الاولى للصحف الاجنبية والعربية، وقد نشرت كبريات الصحف الامريكية مثل: «نيويورك تايمز»، و «واشنطن بوست»، وغيرها صوراً له على صفحاتها الاولى، وهو يلقي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة. 3ـ ركزت شبكات التلفزيون على الاستقبال الحافل والتعاطف غير الاعتيادي الذي حظي به الشيخ جابر الاحمد والوفد المرافق، وكانت شبكات التلفزيون الامريكية قد ابرزت في نشرتها الاخبارية خطابه، وقامت شبكة (CNN) الاخبارية بقطع برامجها العادية، حيث بثت الخطاب بكامله، كما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تعليقات لدبلوماسيين عرب وغيرهم، اعربوا فيها عن تقديرهم لخطاب الشيخ جابر الاحمد ودعمهم لنضال الشعب الكويتي. وعلى امتداد الوطن العربي تناولت الصحف العربية خطاب الشيخ جابر الاحمد امام الجمعية العامة للامم المتحدة، فقد اشارت صحيفة الاتحاد الظبيانية بانها رسالة من امير دولة الكويت قوبلت بالتصفيق لاكثر من ثلاث دقائق في الامم المتحدة. كما اشارت صحيفة الراية القطرية بان كلمة صاحب السمو امير دولة الكويت، جاءت لتؤكد صوت الكويت من اعلى منبر في الاسرة الدولية. أما في بيروت فقد تصدر الخطاب الصفحات الاولى في الصحف اللبنانية، وفي دمشق استأثر خطاب الشيخ جابر الاحمد باهتمام وسائل الاعلام السورية المرئية والمسموعة والمقروءة. وكذلك كانت الحال في جمهورية مصر العربية، حيث تصدرت كلمته صدر الصحف اليومية. في التاريخ نفسه اي في 27 سبتمبر عام 1990م غادر موفد الشيخ جابر الاحمد وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح الى العاصمة الايرانية طهران، لنقل رسالة شفوية الى الرئيس الايراني علي اكبر هاشمي رفسنجاني تتعلق بالعلاقات الثنائية، وتطور الاوضاع بالمنطقة. هذا وقد التقى الوزير خلال وجوده في طهران بالمواطنين الكويتيين الذين اضطرتهم ظروف الاحتلال الى ترك بلدهم. بتاريخ 28 سبتمبر عام 1990م وصل الشيخ جابر الاحمد الى البيت الابيض في الساعة الحادية عشرة والربع قبل الظهر حسب توقيت واشنطن، وكان في استقباله مئات اللافتات والاعلام الكويتية يرفعها ما يزيد عن 2000 مواطن كويتي وعربي واجنبي تدعو الى تحرير الكويت. وقد تمهل موكبه ليلقي التحية على هؤلاء المشاركين في مسيرة صامتة دعما للمقاومة الكويتية وصمود الشعب الكويتي ودعوة لتحرير الكويت من قوات الغزو العراقية. وفي نهاية محادثاته الرسمية قال الشيخ جابر الاحمد مخاطبا الرئيس الامريكي: ان موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على الكويت هو انعكاس صادق لالتزام الشعب الامريكي بالمبادىء الانسانية، وان ما اظهره الشعب الامريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم ينسجم تماما مع ما عرف به الشعب الامريكي من ايمان ثابت بمقاييس العدل والانصاف. وانهى كلمته التي القاها في حديقة البيت الابيض قائلا: لقد سرني ما اظهرته محادثاتنا مع فخامتكم من تطابق تام في وجهات النظر. وفي مأدبة غداء العمل التي اقامها الرئيس الامريكي جورج بوش اعرب الشيخ جابر الاحمد للرئيس الامريكي عن امله في ان يستقبل فخامته على ارض الكويت المحررة. وفيما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس،،، لقد سعدت بزيارة عاصمة بلادكم العظيمة، وكنت اتمنى ان نسعد بلقائكم في مدينة الكويت عاصمة بلادنا لولا ان حالت ظروف العدوان العراقي علينا دون ذلك مؤقتا، ان شاء الله فما زلنا نتطلع ويتطلع معنا شعب الكويت الى استقبال فخامتكم على ارض الكويت المحررة. وانه ليسرني يا فخامة الرئيس ان اكرر التعبير لكم ولشعبكم العظيم عن مشاعر التقدير والصداقة العميقة التي تكنها لكم الكويت. ولقد اثبت وقوفنا معا في وجه الغدر والعدوان ان علاقة بلدينا تقف على قاعدة صلبة من القيم والمبادىء المشتركة، والتي كانت بدورها الدليل الذي سار على هديه ما قام وتنامى بين الولايات المتحدة والكويت من تعاون مثمر في شتى الميادين. إن موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على الكويت هو انعكاس صادق لتواصل ايمان والتزام الشعب الامريكي بالمبادىء الانسانية التي أسست عليها ومن أجلها الولايات المتحدة الامريكية. ان وقوف المجتمع الدولي متحدا الى جانبنا ضد العدوان والاحتلال اللذين يمثلان اقصى درجات الخرق لحقوق الانسان، لدليل أكيد على عزم دول وشعوب العالم اجمع على وضع حد نهائي للعدوان المسلح كاداة من ادوات السياسة الخارجية لاي دولة خاصة وقد ولج في حقبة تسودها اجواء السلام والتوافق والتعاون والتفاؤل. واننا لننظر باعجاب الى دور فخامتكم وبلادكم في ارساء وتعزيز اسس هذه الحقبة. فخامة الرئيس،، ان موقفكم العادل الى جانبنا في هذه المحنة، يمثل رفضا قاطعا للعدوان بكل صوره واشكاله، أيا كان مصدره ومهما كانت ذرائعه. ان ما اظهره الشعب الامريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم واجراءاتكم ازاء عدوان العراق على بلدي الكويت الذي كانت حقوق الانسان الكويتي اول واهم ضحاياه، منسجما مع ما عرف به الشعب الامريكي من ايمان ثابت بمقاييس العدل والاصناف، ذلك الايمان الذي يجمع بين دول وشعوب العالم المتحضر. ولقد سرني ما اظهرته محادثاتنا مع فخامتكم صباح هذا اليوم من تطابق تام في وجهات النظر حول الامور التي تم التطرق اليها، الامر الذي يعبر بصدق عن المستوى المتقدم الذي ارتقت اليه العلاقات بين بلدينا وشعبينا الصديقين. وشكرا فخامة الرئيس في التاريخ نفسه اي في 28 سبتمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد في مقر الوفد الدائم لدولة الكويت في نيويورك سالم سالم امين عام منظمة الوحدة الافريقية، الذي حمل له تأييد المنظمة لجميع الخطوات المتخذة لتحرير دولة الكويت، داعيا النظام العراقي الى الانسحاب الفوري دون قيد او شرط من الاراضي الكويتية، وعودة الشرعية الكويتية لممارسة مهامها وسيادتها. وكان الشيخ جابر الاحمد قد امضى في الاول من اكتوبر يوما حافلا بالاجتماعات والمحادثات فقد اجتمع مع رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر، والرئيس الاجنتيني كارلوس منعم، ووزير خارجية فرنسا رولان دوما، كما تناول الغداء على مأدبة اقامها السكرتير العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار. ففي لقائه مع رئيسة الحكومة البريطانية الذي دام ما يزيد عن 30 دقيقة، تناول البحث التطورات في المنطقة وتعزيز الاجراءات الدولية لارغام العراق على الانسحاب من الكويت. وكانت تاتشر قد اعلنت قبل لقائها مع الشيخ جابر الاحمد: ان الخيار العسكري موجود، وان حشد القوات ما زال مستمرا، ولا بد ان نكون جاهزين لمواجهة اي تطورات. وفي حوار مع شبكة (cnn) الاخبارية اضافت تاتشر: «انت لا يمكن ان تتفاوض مع واحد اغتصب وغزى بلدك واستولى على ممتلكاتك». وعلى صعيد لقائه بوزير الخارجية الفرنسي ذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية انه لا صحة لما اشيع ان هناك حوارا بين باريس وبغداد واكدت هذه المصادر، انه لا يمكن اجراء اي نقاش مفيد مع العراق الا بعد الاستجابة لشرطين مسبقين هما: انسحاب القوات العراقية من الكويت واطلاق سراح الرهائن. وعلى صعيد اخر، كان اطفال الكويت نجوم مؤتمر القمة العالمي للطفولة الذي عقد في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت اوسع قمة تعقد على مستوى العالم، حيث وصفها نائب رئيس المؤتمر موسى تراوري بقوله: لم يحصل ابدا مثل هذا الحشد الكبير لرؤساء الدول حول الطاولة نفسها وسبب هذا المؤتمر هم الاطفال. وقد ضمت القمة 71 رئيس دولة وحكومة و69 وزير خارجية ووصفها الامين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار بانها تمثل التزاما على اعلى مستوى لبناء نظام عالمي يحفظ اغلى موارد الجنس البشري. وكان الشيخ جابر الاحمد وحده من بين رؤساء دول الشرق الاوسط الذي شارك في القاء كلمة الكويت امام هذا الحشد الكبير، وقد اشار معظم المتحدثين الى كلمته وركزوا في خطاباتهم على حق اطفال الكويت للعيش في سلام.. وفيما يلي نص الكلمة التي القاها امام مؤتمر القمة العالمي للطفولة يوم 29 سبتمبر عام 1990م. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس،، ارجو ان تسمحوا لي، وبعد ان ناقشنا باهتمام وموضوعية قضايا الطفولة في العالم في هذه القمة الدولية الاولى، التي تمثل في نظرنا عقدا دوليا من العمل الحكومي والشعبي الواسع لخير الاطفال في العالم، ان اوجه بالغ الامتنان والتقدير لعقد مثل هذه القمة في هذا المكان الذي يجمع كل العالم والامم. وفي الدعوة لعقد مثل هذه القمة الدولية يظهر التعاون الدولي جليا واضحا بين دول العالم الثالث والدول المتقدمة. وهو طابع العصر القادم وعنوانه في السنوات القادمة ألا وهو التعاون الدولي من اجل السلام والحرية، وحق الشعوب في ان تقرر مصيرها. السيد الرئيس،، ان قضية العناية بالطفل تعني في حقيقة الامر العناية بالاسرة والمجتمع. والطفل هو ثروة المجتمع الحقيقية، وهو مستقبله، وان كنا نريد عالما اكثر رحابة وتسامحا ونموا، فعلينا ان نؤكد اهمية الطفل، وحقوقه التي هي جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان. السيد الرئيس،، لقد قدمت الكويت للاطفال في العديد من دول العالم ما بوسعها في مجالات شتى عن طريق دعم المنظمات العالمية المعنية برعاية الطفولة في العالم، سواء أكان الدعم ماليا ام طبيا ام تعليميا، كما احتضنت الكويت الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، وتهتم هذه الجمعية بالاطفال العرب. لقد كانت نظرتنا الى الطفل اهتماما بالانسان كانسان، وتلبية مطالبه الانسانية والنفسية والصحية والاجتماعية. السيد الرئيس،، ان قيمنا الانسانية المشتركة تدعونا الى الاعتناء الشديد بالطفل والعلاقات الاسرية والابوية، كما تدعونا قيمنا الروحية الى العيش بسلام واطمئنان وتقديم العون للاخرين ما امكن ذلك، وهذا ما تدعو له كل الديانات. ونحن نجتمع اليوم لمناقشة قضية اطفال العالم التي هي قضيتنا، ارجو ان اذكركم والعالم بما يتعرض له اطفالنا ـ اطفال الكويت ـ من عذاب عظيم ومشقة فائقة، وما تتعرض له امهاتهم من تنكيل وتعذيب، وما يتعرض له مجتمعهم من تشريد ومطاردة، وما يتعرض له وطنهم، وطني الكويت من جراء احتلال غاشم غادر لا يرعى حرمة ولا يتوقف عند محرمات، لقد كان اطفال الكويت ينعمون برعاية شاملة، حرصنا ان نقدمها لهم ايمانا منا بانهم عدة المستقبل وذخر الايام القادمة، واليوم نجد انفسنا امام غاصب، غادر يحتل الكويت ويشرد اهلها، ومن اول ما قام به دلالة على نكرانه لكل القيم الانسانية ان اتجه بعدوانه الى اطفال الكويت، ومن بعض ما فعله انه القى بالاطفال ناقصي النمو الى خارج المستشفيات، واقفل اجهزة العناية المركزة وحاضنات الاطفال ناقصي النمو، ونقل مخزون البلازما من بنك الدم الى خارج الكويت، وذلك من جملة ما هدم من دور رعاية الاطفال، والعجزة والمسنين، واخلاء المستشفيات من المرضى، بعد ان دمر احياء باطفالها ونسائها وشيوخها. السيد الرئيس،، ان اطفال الكويت اليوم هم ما بين مقيم على خوف ورعب، وما بين مشرد في بقاع شتى من العالم، حرموا بالغدر والخديعة من الرعاية، وواجب العالم ان يتذكر انه كلما شاهد اطفال العالم يحملون كتبهم وكراريسهم متجهين الى مدارسهم، يتذكر ان هناك اطفالا في الكويت محرمون ليس من الرعاية الصحية والمدرسية فحسب بل تم حرمانهم من ابسط مقومات الحياة ايضا وفي هذه القمة الكبيرة استصرخ باسم اطفال الكويت ضمائركم، هنا في داخل هذه القاعة، وهناك على امتداد المعمورة شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، ان تقفوا مع اطفال الكويت، مع ابنائي واهلي، فهم يعانون من اضطهاد وظلم المحتل المغتصب وان تهبوا لحماية حقوقهم الانسانية التي تكفلها اتفاقية حقوق الطفل العالمية التي وقعتها الكويت مؤخرا، وندعوكم الى دعم حقوقنا الشرعية والتطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن. وشكرا السيد الرئيس،، وبتاريخ 2 اكتوبر عام 21990م استقبل الشيخ جابر الاحمد بمقر الوفد الدائم لدولة الكويت لدى الامم المتحدة في نيويورك رئيس وزراء جمهورية سانت كيتس ودينيفيس والوفد المرافق له كما استقبل وزير خارجية دولة قطر مبارك الخاطر والوفد المرافق له. كذلك استقبل رئيس جمهورية فنزويلا كارلوس اندريز بيريز والوفد المرافق له. وعلى صعيد اخر، استقبل الرئيس ايون اليسكو رئيس جمهورية رومانيا والوفد المرافق له، كما استقبل الامين العام لمنظمة الطفولة العالمية اليونيسيف جيمس جراند والوفد المرافق له، كما استقبل ايضا الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة. هذا، وتلقى الشيخ جابر الاحمد دعوة رسمية لزيارة جمهورية تشيكو سلوفاكيا، نقلها اليه الرئيس التشيكي فاكلاف هافيل عندما اجتمع اليه بالمقر الدائم لوفد الكويت في الامم المتحدة في نيويورك، بتاريخ 6 اكتوبر عام 1990م اجتمع مبعوث فرنسي مع الشيخ جابر الاحمد وابلغه التزام فرنسا بالقرارات التي اصدرها مجلس الامن الدولي بشأن الاحتلال العراقي للكويت. وقال بيان رسمي كويتي: ان المبعوث هو السفير بوزارة الخارجية الفرنسية جان بريو وقد اكد موقف فرنسا الثابت من قرارات مجلس الامن المتعلقة بدولة الكويت، كما بحث العلاقات بين البدين الصديقين. بتاريخ 11 اكتوبر عام 1990م تسلم الشيخ جابر الاحمد رسالة خطية من رئيس جمهورية بروندي بيير بويا تتعلق بالعدوان العراقي على دولة الكويت والعلاقات الثنائية بين البلدين، وقد قام وزير الخارجية والتعاون في بروندي بتسليم الرسالة بالطائف. بتاريخ 17 اكتوبر عام 1990م تسلم الشيخ جابر الاحمد رسالة من الرئيس البلغاري جيوجيليف. وقال بيان رسمي: ان الرسالة تناولت العلاقة الثنائية بين البلدين وقد سلمها النائب الاول لوزير الخارجية البلغاري فيليب او شبيكوف وسفير بلغاريا لدى الكويت اناناس مانتشيف. وبتاريخ 18 اكتوبر عام 1990م تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة من رئيس جمهورية موريشيوس. وقام بتسليم الرسالة وزير خارجية موريشيوس اثناء استقباله له بحضور سفير موريشيوس لدى دولة الكويت، والتي تضمنت دعم موريشيوس المطلق للحق الكويتي، وادانة العدوان والاحتلال العراقي للكويت. وبتاريخ 22 اكتوبر عام 1990م، وصل الشيخ جابر الاحمد الى باريس في زيارة عمل رسمية استمرت يوما واحدا، أجرى خلالها محادثات رسمية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. وقد اتت هذه الزيارة في اطار جولة واسعة شملت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي. وأكدت مصادر قصر الاليزيه بان المباحثات الكويتية الفرنسية تناولت تطورات الوضع في الخليج، ودراسة سبل تنفيذ القرارات الاخيرة لمجلس الامن الداعية الى الانسحاب الشامل للقوات العراقية من كامل الاراضي الكويتية. وأكدت هذه المصادر رفض باريس للانسحاب الجزئي، واصرارها على الانسحاب الشامل. وفي اطار التحركات الجارية لانهاء ازمة الخليج وتحقيق الانسحاب الشامل، فان باريس قد تحولت خلال الايام الاخيرة الى مركز لكل الاتصالات الجارية بين مختلف القوى المعنية بالاحتلال العراقي للكويت، وسبل انهائه. وفي مؤتمر صحفي قبل قيام الشيخ جابر الاحمد بزيارة العمل الرسمية لباريس، ادان الرئيس ميتران أية محاولات عراقية لمسح الهوية الوطنية الكويتية، من خلال احلال عراقيين آخرين مكان الشعب الكويتي الذي يطرد من بلاده يوميا. وبتاريخ 23 اكتوبر عام 1990م وصل الشيخ جابر الاحمد الى لندن في زيارة عمل قصيرة اجرى خلالها محادثات مهمة مع رئيسة الحكومة مارغريت تاتشر. وقالت مصادر بريطانية رسمية ان المحادثات ستعقد في مقر رئاسة الحكومة «10 داوننغ ستريت»، وستتركز على الجهود المبذولة لانهاء الاحتلال العراقي للكويت. وقد سبق للشيخ جابر الاحمد ان التقى رئيسة الحكومة البريطانية قبل شهر على هامش قمة الطفولة التي عقدت في نيويورك، حيث نقل اليها شكر الكويت على الموقف الحازم الذي وقفته من العدوان العراقي على الكويت. وفي التاريخ ذاته صدر تأكيد من الجانبين الكويتي والبريطاني اثر جولة المحادثات المهمة بين الطرفين بان حل الكارثة التي خلفها الاحتلال العراقي للكويت في الثاني من اغسطس 1990م لا يكون الا بانسحاب عراقي فوري من الاراضي الكويتية كلها، وعودة الشرعية الحاكمة لارض الكويت لتمارس حقوقها المشروعة على تراب وطنها. وقالت مصادر بريطانية مسؤولة: ان رئيسة الحكومة اكدت على عدم وجوب مكافأة العدوان، مشددة على ان صدام حسين يجب الا يستفيد ادنى درجة من غزوه للكويت. كما نقلت مصادر بريطانية رسمية عن الزعيمين اتفاقهما على تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي بالكامل دون تراجع او ابطاء. وافادت هذه المصادر ان الشيخ جابر الاحمد نقل الى الشعب البريطاني شكر شعب الكويت على ما قام به من اجل انهاء احتلال بلده، وارغام المعتدي على الانسحاب واشارت هذه المصادر ـ ايضا ـ الى ان الامير ابلغ رئيسة الحكومة بنتائج اجتماعات المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة، ووقوف جميع ابناء الكويت صفا واحدا ضد الاحتلال، والتمسك بعودة الشرعية لممارسة مهامها الطبيعية. وقد جاء في بيان اصدره مقر رئاسة الوزراء البريطانية في «10 داوننغ ستريت» ما يؤكد افادة هذه المصادر. وبتاريخ 30 اكتوبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد المبعوث الخاص للرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف عضو المجلس الرئاسي بفجيني بريماكوف والوفد المرافق له، حضر الاجتماع ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. وقد صرح مصدر كويتي مسؤول عقب الاجتماع، ان الكويت تعرب عن تقديرها للجهود التي يبذلها الاتحاد السوفييتي من اجل تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بالاحتلال العراقي للكويت. وقال متحدث باسم الرئيس السوفييتي «فيتالي اغناتونكو»: ان جولة المبعوث الخاص للرئيس السوفييتي للشرق الاوسط ترتبط بالجهود الدولية الرامية الى تسوية لأزمة الخليج، ونوه الى ان هناك ميولا تفيد بان الاعتماد على الاجراءات السياسية وحدها قد طال اكثر مما يجب، وانه آن الاوان لاتخاذ اجراءات اكثر حزما. من جهة اخرى، اشار متحدث رسمي سوفييتي اخر «غينادي غيرا سيموف» ان موسكو لم تكن تصوت فقط لصالح القرار الذي اتخذه مجلس الامن الدولي يوم الاثنين الماضي، بل شاركت في صنعه، مشيرا الى اهمية المقترحات التي تضمنها القرار الموجه الى السكرتير العام للمنظمة الدولية والدول كافة، لبذل الجهود الدبلوماسية من اجل التوصل الى حل سلمي لازمة الخليج. وبتاريخ 5 نوفمبر عام 1990م، وبعد ان قابل الشيخ جابر الاحمد، اكد وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر ان ازمة الخليج قد دخلت مرحلة جديدة، وألمح الى ان الخيار العسكري بات اكثر احتمالا في المرحلة الجديدة مما كان عليه في مرحلة الردع الاولى. وبتاريخ 6 نوفمبر عام 1990م تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة من الرئيس الهنغاري تناولت العلاقات المتينة التي تربط البلدين الصديقين، وقام بنقل الرسالة اليه مبعوث الرئيس الهنغاري وكيل وزارة الخارجية الدكتور تاماشي كاتون، وقد عبر فيها عن تأييد بلاده ودعمها المطلق لجميع الخطوات التي اتخذت لتحرير دولة الكويت. بتاريخ 8 نوفمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد وزير خارجية الصين كيانكيشان، حيث سلمه رسالة من الرئيس الصيني يانغ شانغ كونغ... وقال بيان كويتي رسمي صادر عن الديوان الاميري، ان الرسالة تناولت آخر تطورات الاوضاع في منطقة الخليج، والعلاقات الطيبة التي تربط بين الشعبين والبلدين الصديقين، واضاف البيان، ان الرسالة تضمنت كذلك تجديد الدعوة للامير لزيارة الصين في الموعد الذي يراه مناسبا. وبتاريخ 13 نوفمبر عام 1990م ذكرت مصادر رسمية في المنظمة الدولية لرعاية الطفولة التابعة للامم المتحدة «اليونيسيف» انها تلقت مبلغ مليوني دولار مساهمة من حكومة الكويت لدعم الجهود التي تبذلها هذه المؤسسة العالمية في مجال رعاية الاطفال وبخاصة في دول العالم الثالث، واعربت هذه المصادر عن تقديرها لهذه المساعدات المستمرة رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها دولة الكويت وحكومتها الشرعية، حيث ان هذه المساهمة تمثل جزءا من المساهمات التي تشارك بها حكومة الكويت منذ انشاء هذه المنظمة. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]وبتاريخ 30 نوفمبر عام 1990م حذر الشيخ جابر الاحمد من آثار الغزو والاحتلال العراقي للكويت بانها تتعدى الكويت لتضرب الامن والاستقرار في العالم، مؤكدا على الاهمية البالغة لعنصر الوقت في انهاء الاحتلال، ومحذرا من ان هذا الغزو سيلحق اضرارا كبيرة باقتصاديات العالم.
واشار في رسالة بعث بها الى مؤتمر القمة التاريخي الذي عقده زعماء مؤتمر الامن والتعاون الاوروبي في باريس، جاء فيها: «... انه في الوقت الذي بدأ فيه العالم يرسي نظاما دوليا جديدا قائما على العدل والسلام والوفاء، وجه العراق ضربة قاسية لهذه المبادىء من خلال احتلاله دولة مستقلة».... مؤكدا ان وقفة المجتمع الدولي مع الكويت، كانت رسالة واضحة للمعتدي بان العالم المتحضر يقف بصلابة ضده، ولن يسمح له بالاستمرار في عدوانه، وفيما يلي نص الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس،،، يسعدني ان اوجه اليكم باسم شعب الكويت المسالم، والرازح الآن تحت سطوة الاحتلال العراقي الغاشم، وباسم حكومة الكويت، وباسمي، التحية والتقدير لكم ولاصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات المشاركين في مؤتمركم المعني بالامن والتعاون في اوروبا. انه حدث تاريخي ذو مغزى ان يلتئم شملكم مرة اخرى، بعد ان شهدت الساحة الدولية ـ منذ اجتماعاتكم السابقة ـ تطورات رئيسية استهدفت في مسعاها خير الانسان، صانع الحضارة والسلام، ركيزة الاستقرار والتقدم. ويأتي اجتماعكم هذا، والعالم كله يشهد ولادة وصياغة نظام دولي جديد، تختفي منه روح الشر، ويخمد فيه نفير الحرب، بينما تعلو فيه مبادىء العدل وصروح السلام، وتسقط فيه الحواجز المصطنعة، وتترعرع فيه روح الوفاق في مسيرة اتضحت معالمها برغبة صادقة في نزع السلاح، والتخلص من ادوات الدمار الشامل، والتوجه الى التنمية الاقتصادية، وضمان مستقبل اكثر امنا واستقرارا للاجيال القادمة. فخامة الرئيس،،، في هذا الوضع الذي تميزت ظواهره بتلك العلامات المضيئة، شهدت منطقتنا في الخليج العربي ردة الى الوراء، وضربة قاصمة لكل المبادىء والمواثيق، تمثل ذلك في عدوان عراقي، واحتلال لدولة مستقلة عضو في الامم المتحدة وجامعة الدول العربية، وهي بلدي الكويت، واستتبع ذلك بضمها، وباجراءات وممارسات تعسفية ضد الشعب الكويتي وممتلكاته، وهدم البنيتين الاقتصادية والاجتماعية، واقتلاعهما من جذورهما، وفي سابقة تاريخية لم يشهد لها عالمنا المعاصر مثيلا، ولو انها تركت بدون ردع فوري وحاسم لانقلبت الموازين والقيم والقواعد التي سارت عليها البشرية، بعد ان كرستها بالجهد وارتضتها ناموسا. وانه لمحزن حقا ان تمتد اليد الآثمة للمعتدي لتشمل في قسوتها ايضا مواطنين من جنسيات ثالثة، ومنهم عدد كبير جدا من دولكم، تسلط عليهم صنوفا من العذاب، وتسخرهم كأدوات في نهج استغلال مهين للكرامة والحقوق البشرية، بعد ان كان اولئك المواطنون عناصر خير ومحبة وعطاء في خطط التنمية الاقتصادية لكويتنا الحبيبة. ولقد اتضح الآن ان اثار ذلك العدوان العراقي لم تتوقف عند الكويت، بل تعدت لتضرب الامن والاستقرار في العالم، وتفرض آثارا عكسية جدا على اقتصادياته. لكن وقفة المجتمع الدولي الشجاعة والفورية والحاسمة من خلال مجلس الامن، وبتأييد كامل من دولكم جميعا، واتخاذه خطوات اساسية لاعادة الحق الى نصابه، ورفع الظلم ودحر العدوان كان امرا ذا اهمية كبرى، ورسالة واضحة للمعتدي بان العالم المتحضر يقف بصلابة ضده، ولن يسمح له بالاستمرار في عدوانه. انني باسم الشعب وحكومة الكويت، اشكر لفخامتكم ولجميع السادة رؤساء الدول، والحكومات المشاركين في هذا المؤتمر، وقفتهم الشجاعة هذه مع الحق طريقا للسلام، واجدد لكم النداء بان تولوا في مداولاتكم المهمة عنايتكم امر اتخاذ اجراءات مناسبة ضد استمرار الاحتلال والعدوان العراقي علي بلدي، وشعبي في الكويت، وتصميم ذلك النظام على عدم تنفيذ ارادتكم، وتحديه لقرارات مجلس الامن وقواعد الشريعة الدولية. انكم تملكون من واقع ادواركم وقيمكم مسؤوليات خاصة في حماية السلام في العالم، مؤداها الا تتركوا مجالا لهذا العدوان ان يستمر، او لهذا المعتدي ان يجني اي ثمرة من عدوانه، اننا شركاء في الحاضر وصناعة المستقبل، وقيمنا تحتم علينا التكاتف والعمل المشترك لاعلاء الحق وازهاق الباطل، وانني ومن واقع متابعتي الدقيقة ومسؤولياتي، اشير الى ان عنصر الوقت اصبح امرا ذا اهمية بالغة في وقف هذا العدوان، وانهاء آثاره. وتفضلواع بقبول فائق التحية والتقدير،،،، جابر الاحمد الصباح امير دولة الكويت سموه أشاد بالدور الحاسم للولايات المتحدة في التصدي للاحتلال الأمير: واثقون من حتمية انتصارنا على الباطل وردع المعتدي الحلقة الثالثة والثلاثون نواصل في هذه الحلقة القاء الضوء على جهود صاحب السمو امير البلاد في حشد التأييد الدولي لقضية الكويت العادلة.. ومواصلة العمل على تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم ففي 20 نوفمبر عام 1990 استقبل الشيخ جابر الاحمد رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف وبحث معه آخر المستجدات حول ازمة الخليج والعلاقات الثنائية بين البلدين، وموقف باكستان المؤيد والمساند للحق الكويتي، وكذا تأييد باكستان المطلق لجميع القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي، والمتصلة بتحرير الكويت. بتاريخ 23 نوفمبر عام 1990 اعرب الشيخ جابر الاحمد والرئيس الامريكي جورج بوش عن املهما في ان يكون اجتماعهما المقبل في الكويت بعد تحريرها من الغزاة. جاء ذلك من خلال الاجتماع الذي عقده الزعيمان في جدة، والذي ركز على آخر تطورات الوضع الناجم عن الاحتلال العراقي لدولة الكويت. وقال مصدر كويتي مسؤول في ختام الاجتماع: ان مباحثات الزعيمين تناولت آخر التطورات في الوضع الخطير الناجم عن استمرار الاحتلال العراقي للكويت، واصرار العراق على تجاهله لقرارات مجلس الامن الصادرة بهذا الشأن، ووصف المصدر وجهات النظر بين الجانبين الامريكي، والكويتي بأنها كانت متطابقة، وان المباحثات جرت في جو ودي ساده التفاهم المشترك. وكان الشيخ جابر الاحمد قد اشاد بالدور الحاسم الذي تقوم به الولايات المتحدة في التصدي للاحتلال العراقي. وقال عقب الاجتماع بأنه ليس هناك اي امل في ان يتخلى العراق عن تحديه لارادة المجتمع الدولي، وانهاء احتلاله للكويت. واكد على حتمية انتصار الحق على الباطل بفضل الدعم غير المحدود للقضية الكويتي، وفيما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس،،، انه لمن دواعي سروري ان التقي بكم مرة اخرى، وهذه المرة على ارض المملكة العربية السعودية الشقيقة العزيزة علينا، والصديقة للجميع، وعلى الرغم من ان هذا اللقاء يتم تحت ظل ظروف مأساوية لشعبي وبلادي، الا اننا نجد العزاء في موقف الاسرة الدولية المشرف من قضيتنا وبخاصة مجلس الامن، مما جعل هذا الموقف منعطفاً تاريخياً في العلاقات بين الامم والشعوب عن طريق الاجماع على الالتزام بميثاق الامم المتحدة، كما ارى من الواجب ان اشيد بالدور الحاسم الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكية شعباً وحكومة بالوقوف بوجه العدوان والتصدي له، ولم يأت هذا الموقف الامريكي من فراغ لانكم من سلالة اجدادكم المهاجرين الاول الذين فضلوا منذ قرون المجازفة والمخاطرة بحياتهم بالهجرة الى عالم بعيد ومجهول، بدل الاذعان للقمع، وتكبيل الحريات، منشئين بذلك تراثاً للوقوف بوجه الظلم والعدوان. ولقد تحققت آمالهم في بناء عالم حر يأبى الذل ويرفض الطغيان، واصبح ملجأ لكل محبي الحرية، واليوم يعكس الاحفاد عبر اسلافهم الموقف التاريخي، لكي يبددوا الظلمات التي تعكسها اشباح الديكتاتورية والطغيان على ارض الاحرار في استمرار صادق للتمسك بعرف وتراث اسلافها. السيد الرئيس،،، ان الحزن ليعتصر قلوبنا مع كل يوم يمضي، وتتزايد فيه معاناة شعبنا، والمقيمين معهم في الداخل من رعايا الدول الاخرى، الذي اطبق عليهم ظلام الطغيان العراقي وجعلهم عرضة لمعاملة غير انسانية، لم يسبق لها مثيل، حتى الغذاء والدواء حرموا منهما، ان الشعب الكويتي الاعزل في الداخل يكافح بشجاعة منقطعة النظير وتحت اقصى الظروف، كفاحاً سلبياً اصاب المحتل بالاحباط على الرغم من تفوق عددهم وعدتهم، مما افقد المعتدي صوابه وزاد من امعانه في القمع والقسر، ولاشك يا سيادة الرئيس في ان لديكم فكرة عن كل المعاناة عن طريق سفيركم، وما تبقى من الدبلوماسيين الغربيين في الكويت الذين استطاعوا الصمود ببسالة، وشاركوا الشعب الكويتي معاناته القاسية. وليس هناك في الافق امل يلوح بتخلي المحتل الغاشم عن عناده واصراره في تحدي اجماع الارادة الدولية، وامعانه في ترديد ممارسته للحيل الرخيصة باللعب بعواطف الشعوب، وبقضية الرهائن الذين ما كان يجب ان يحتجزوا بالاصل، او محاولة ربط وتبرير عدوانه بعدوان الاخرين، كأنما يقر الشر بالشر، معرضاً شعبه لمخاطر لا تحمد عقباها. ومع ذلك، فنحن واثقون من حتمية انتصار الحق على الباطل، وهو ما نأمله ان شاء الله، فايماننا وثقتنا بدعم اشقائنا واصدقائنا ليس لهما حدود. واختم كلمتي هذه بتوجيه التحية لكم، وعبركم للشعب الامريكي، وابنائه المتواجدين في الخليج لردع المعتدي، وبمناسبة عيد الشكر ذكرى اولئك الذين رفضوا ان يستسلموا للظم او يطيعوه. وشكراً يا سيادة الرئيس،،، هذا، وقد وصف الرئيس الامريكي جورج بوش من جانبه اجتماعه مع الشيخ جابر الاحمد بأنه كان مفيداً جداً، وقال: «... انه اكد لسموه التزام الولايات المتحدة الثابت بالاهداف التي جاءت في قرارات الامم المتحدة من خلال مجلس الامن..». واضاف: «... ان هذه الاهداف تتضمن الانسحاب الفوري وغير المشروط، وعودة الحكومة الشرعية للكويت، واطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين ضد رغبتهم..». واوضح: «... اننا اتفقنا على ضرورة التوصل الى هذه الاهداف بالطرق السليمة، ولكننا في الوقت نفسه اتفقنا ايضا على ان تكون جميع الخيارات مفتوحة، وان تتخذ جميع الخطوات لتحقيق هذه الاهداف بصورة حاسمة..». وفي هذا السياق، قال ايضاً: «... ان سمو الامير يطلعه على الفضائح والاعمال الوحشية، واعمال التخريب التي يقوم بها كل يوم الاحتلال العراقي بقيادة صدام حسين.. ». واضاف مؤكداً: «... لقد خرجت من هذه المباحثات وانا اكثر تصميماً من قبل لارى وضع حد لهذا الاحتلال القاسي، ومعاقبة هؤلاء المسؤولين على ارتكاب هذه الاعمال الوحشية، واود ان اختتم بالقول، ان هذه المقابلة هي مقابلتنا الثانية مع سمو الامير منذ حدوث المأساة في الثاني من اغسطس، وآمل ان يكون لقاؤنا الثالث على ارض الكويت المحررة، وان يسود الامن والاستقرار منطقة الخليج...». وبتاريخ 26 نوفمبر عام 1990 غادر مبعوث الشيخ جابر الاحمد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح، سنغافورة متوجهاً الى مملكة بوتان، حيث قام بتسليم رسالة من سمو الامير الى ملك بوتان. وكان الشيخ ناصر المحمد الاحمد قد عقد مؤتمرا صحفياً موسعاً بثه التلفزيون السنغافوري كاملاً، استغرق حوالي خمس وخمسين دقيقة، حضره مندوبو صحف آسيوية، واوروبية، وشبكات تلفزيونية، وبعض الشخصيات الاسلامية المقيمة في سنغافورة. وقد التقى مبعوث امير دولة الكويت ملك بوتان جيمي سينجي رانج بوك، حيث قام بتسليمه الرسالة ناقلاً له تحيات الامير وتمنياته، ودعواته له ولشعبه الكريم بالتوفيق والسداد. من جهة اخرى، عبر الملك عن استنكاره وشجبه لما قامت به القوات العراقية الغازية من اجتياح غاشم لدولة الكويت، وقال: ان بوتان تتألم لما حصل في الكويت، واكد على ضرورة انسحاب العراق من اراضي الكويت بشتى الوسائل، مشيراً الى الوضع المتميز الذي استطاعت الكويت ان تحققه بين دول العالم اجمع، كما اشاد بسياسة الكويت الخارجية التي لعبت دوراً بارزاً في سياسة الوفاق الدولي. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]وبتاريخ 30 نوفمبر عام 1990 تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة ودية من مارغريت تاتشر بمناسبة انتهاء مهمتها بصفتها رئيسة لوزراء بريطانيا، وزعيمة لحزب المحافظين، وقد بعث برسالة جوابية ضمنها شكره وتقديره لها على مواقف حكومتها تجاه الحق والعدل، التزاما بالمبادىء والقيم التي تمسكت بها بريطانيا على الدوام.
كما بعث برسالة تهنئة الى خلفها جون ميجور بمناسبة فوزه بزعامة حزب المحافظين، وبرئاسة الحكومة البريطانية، اعرب فيها عن تمنياته له بالتوفيق اثناء قيامه بالمهام الجسام الملقاة على عاتقه، مؤكداً عزم دولة الكويت على الاستمرار في توثيق العلاقات الوطيدة والراسخة التي تربط بين البلدين الصديقين لما فيه خير شعبيهما. وفي التاريخ ذاته وصل الى الطائف الشيخ ناصر المحمد الاحمد وزير الدولة للشؤون الخارجية، عائداً من جولة شملت ثمانية بلدان، هي: اليابان، وبابوا «غينيا الجديدة»، ونيوزيلاندا، واستراليا، وسلطنة بروناي، وماليزيا، وسنغافورة، وبوتان، حيث حمل رسائل من امير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الى قادة وزعماء هذه الدول. وابلغ الشيخ ناصر المحمد الاحمد وكالة الانباء الكويتية ان رسائل سمو الامير قد تضمنت تقدير الكويت حكومة وشعبا لزعماء هذه الدول على مواقفهم الواضحة والداعمة للحق والعدل، والتي تمثلت في قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بادانة واستنكار دول العالم للاحتلال العراقي لدولة الكويت، مطالبة العراق بالانسحاب الفوري وغير المشروط وعودة الشرعية الى الكويت. مؤكداً ان قادة هذه الدول، قد اكدوا له استمرار بلادهم في دعمها لجميع القرارات التي صدرت عن مجلس الامن الدولي، سواء ما تعلق منها بادانة الاحتلال ام بالاجراءات المقررة لاجبار العراق على الانسحاب. وبتاريخ 1 ديسمبر عام 1990م تلقى الشيخ جابر الاحمد مكالمة هاتفية من الرئيس جورج بوش رئيس الولايات المتحدة الامريكية، تم فيها تبادل الاراء ووجهات النظر بين الزعيمين حول المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية، وذلك في ضوء القرار الاخير لمجلس الامن. ووصف مصدر مسؤول المحادثات الهاتفية بأنها كانت ودية للغاية. وبتاريخ 4 ديسمبر عام 1990م اعلن الشيخ جابر الاحمد تأييده لمبادرة الرئيس الامريكي جورج بوش السلمية تجاه العراق. وقال بيان رسمي صادر عن الديوان الاميري، ان الاعلان جاء في رسالة جوابية بعث بها سمو الامير الى الرئيس الامريكي رداً على رسالة منه، اكد فيها ثبات موقف واشنطن من الاحتلال العراقي لدولة الكويت. واضاف البيان ان رسالة الرئيس بوش تناولت آخر تطورات قضية الخليج، والمبادرة التي اعلنها بصفتها فرصة اخيرة قبل تنفيذ قرار مجلس الامن رقم .678 وتتضمن المبادرة دعوة وزير الخارجية العراقي طارق عزيز للاجتماع مع الرئيس الامريكي في البيت الابيض في الاسبوع الثاني من شهر ديسمبر، وارسال وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر لمقابلة الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد في الفترة ما بين 15 ديسمبر عام 1990 حتى منتصف عام 1991م، ويعتبر هذا التاريخ هو الموعد النهائي الذي اعطاه القرار رقم 678 للعراق كي يسحب قواته من الكويت، والا فإن الوسائل الاخرى ـ من بينها القوة ـ ستستخدم لاخراجه منها. هذام اللقاءان لم يتما بسبب التعنت العراقي الامر الذي دعا الى ترتيب لقاء آخر بين وزيري خارجية كلا البلدين في جنيف بتاريخ 6 يناير عام 1991، كانت نتيجتها كلها الفشل. فقد اعلن وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر ان محادثاته مع وزير الخارجية العراقي قد اخفقت،واضاف في مؤتمر صحفي ان عزيز لم يبد خلال ست ساعات من المحادثات اية مرونة على الاطلاق، وقال: «... للاسف لم اسمع شيئاً من طارق عزيز يشير الى ان العراق سينسحب من الكويت..». وأضاف: «.. انه نزاع بامكان العراق تفاديه، وان الكرة الان في ملعب القادة العراقيين....». ومضى بيكر يؤكد: ان عزيز قد رفض تسلم الرسالة التي يحملها لصدام حسين من الرئيس بوش، (لقد قرأناها ولكن رفض استلامها).. ان عزيز جاء فقط للاستماع، ولا يحمل اي تفويض لاستلام مثل هذه الرسالة، وانه خلال الاجتماعات لم يقدم اي اقتراح او افكار جديدة، وكل ما فعله هو تكرار المواقف السابقة، ومحاولة تبرير عدوانه على الكويت. وفي الطائف صدر بيان عن الديوان الاميري اشار الى ان الرئيس جورج بوش أكد في رسالة لسمو الشيخ جابر الاحمد على جميع الثوابت التي سبق ان اعلنها في مختلف المناسبات، وهي الانسحاب التام، وعودة الشرعية، واطلاق سراح جميع الرهائن، وتنفيذ جميع قرارات مجلس الامن الدولي. واضاف البيان، ان سمو الامير بعث برسالة جوابية للرئيس الامريكي اعرب فيها عن تأييده لمبادرته السلمية، وتمنى له التوفيق. وبتاريخ 5 ديسمبر عام 1990م اكدت مصادر بريطانية رسمية، ان رئيس الحكومة جون ميجور يضع مسألة الاحتلال العراقي للكويت على رأس اهتماماته، وذكرت هذه المصادر ان زيارة ميجور الى الخليج في الاسبوع الاول من يناير عام 1991م تؤكد حرصه الشخصي على متابعة الازمة كتعبير عن التزامه بالموقف البريطاني الثابت في هذا الشأن. وبتاريخ 10 ديسمبر عام 1990م أدان الشيخ جابر الاحمد الممارسات الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال العراقية بحق الشعب الكويتي في الداخل. وقال في كلمة القاها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان: انه في الوقت الذي يشهد فيه العالم انتهاء الحرب الباردة، وتحقيق التقارب بين قوى العالم الرئيسية، نجد ان العكس تماما يحدث للشعب الكويتي في ظل الاحتلال العراقي للكويت. وعدد اشكال وصور الانتهاكات العراقية في الكويت، ومنها الاعدام دون محاكمة، والقتل الجماعي للاطفال الخدج، وعمليات القتل العشوائي، والتعذيب النفسي والجسدي الذي ذهب ضحيته المئات من الابرياء. فضلا عن الارهاب الذي تمارسه القوات العراقية بحق مئات الالوف من المواطنين والمقيمين على ارض الكويت بقصد تشريدهم من وطنهم. وقال: ان ما يحدث على يد النظام العراقي في الكويت والعراق يتنافى مع ما يدعونا اليه الدين الاسلامي من تعظيم لحرمات الانسان، وبيان حقوقه والشفقة عليه ورحمته. واكد على القول بان وقوف دول العالم في صف القضية الكويتية العادلة هو في الواقع تأكيد لرفض العدوان، وتأكيد للمبادىء والقيم والاعراف التي تحمي حقوقه من الهدر والامتهان. ودعا دول العالم الى مزيد من الالتحام والتصدي للطغيان باشكاله كافة، والمطالبة بالوقف الفوري للاعمال الوحشية كافة، التي يمارسها نظام صدام بحق الشعب الكويتي. وبتاريخ 16 ديسمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد مدير عام اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي غاي دولوي والوفد المرافق له حيث شرح الصعوبات التي تواجه الصليب الاحمر في محاولاته المتكررة للحصول على اذن من سلطات الاحتلال العراقي للدخول الى الكويت، بهدف الاطلاع على ما يجري هناك والقيام بواجبه الانساني في اغاثة الشعب الكويتي وفق ما تقتضيه الاعراف الدولية. وبتاريخ 19 ديسمبر عام 1990م طالب الشيخ جابر الاحمد المجتمع الدولي المساهمة بوقف الانتهاكات اليومية ضد اطفال الكويت، كما دعا زملاءه ملوك ورؤساء دول العالم الذي وقع معهم في سبتمبر عام 1990م الاعلان العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه، ان يهبوا للحفاظ على بقاء اطفال الكويت وحمايتهم من صور القهر والحرمان. وناشد في كلمة وجهها الى العالم بمناسبة الاعلان عن اوضاع الاطفال في العالم، ان تلتفت الدول الى اطفال الكويت الذين لا يستطيعون الانتظار اكثر من ذلك، وان تطالب بوقف الممارسات الوحشية ورفع المعاناة عنهم. وقال: انه في ظل الظروف الصارخة التي يعيشها اطفال الكويت بسبب الاحتلال العراقي الغاشم، فان مئات الالوف من الاعين البريئة لاطفال الكويت تبيت دامعة من الرعب والقلق والحنين، اذ تفزعهم قوات الغزو بالمداهمات واقتحام المساكن، وتحول بينهم وبين ذويهم واهليهم الموزعين في اقطار الارض، فلا يدري هؤلاء الاطفال متى يكون لهم مع الاهل لقاء. كما تطرق في هذه الكلمة الى حرمان اطفال الكويت من التعليم ونقص العناية الطبية، وتعرض العديد منهم الى الاعدام بصورة شنيعة لمجرد كتابتهم كلمات تعبر عن ولائهم لوطنهم، الى جانب الكثير من الاطفال المعاقين الذين يعيشون بلا رعاية بعد اخراجهم من مؤسسات التربية الخاصة. وبتاريخ 20 ديسمبر عام 1990م اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية والسفارة الكويتية في بكين بان امير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد سيقوم بزيارة رسمية للصين في الاسبوع المقبل، تلبية لدعوة من الرئيس يانغ شانغ كونغ. وجاء اعلان وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي دون ان يعطي اي تفصيلات اخرى. وبتاريخ 21 ديسمبر عام 1990م قررت حكومة نيوزيلاندا المشاركة في الجهد العسكري الدولي في الخليج لمواجهة قوات الغزو العراقية. وقد جاء قرار الحكومة النيوزيلاندية على اثر الرسالة التي ارسلها الشيخ جابر الاحمد الى رئيس وزراء نيوزيلاندا والتي حملها وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح. وقد أخطرت الحكومة النيوزيلاندية حكومة الكويت بموقفها في رسالة اعلنت فيها: ان حكومة نيوزيلاندا اتخدت قرارها هذا لدعم المجهودات الدولية، وتحقيق وتنفيذ قرارات مجلس الامن، فيما تأمل حكومة نيوزيلاندا الوصول الى حل سلمي يضمن انسحابا كاملا، وغير مشرط للقوات العراقية من الكويت، الا انها ايضا تعتقد ان المساهمة العسكرية تعني جدية الموقف الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الامن. وبتاريخ 26 ديسمبر عام 1990م عقد الشيخ جابر الاحمد جلسة محادثات مع الرئيس الصيني يانغ شونغ كونغ، وذلك في بداية زيارته للصين استغرقت ثلاثة ايام التقى خلالها مع القيادات الرسمية والحزبية الشعبية في جمهورية الصين. وقد استقبلت بكين الشيخ جابر الاحمد والوفد المرافق له بحفاوة بالغة كسرت خلالها بروتوكولات الضيافة المألوفة، تعبيرا عن مدى اهتمامها بأمير دولة الكويت وقضيتها العادلة. وقد ذكرت مصادر رسمية صينية ان المسؤولين الصينيين يدعمون تحرير الكويت كموقف مبدئي، ويدينون العدوان، ويصرون على الانسحاب العراقي الشامل، وعودة الشرعية الى الكويت. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة: ان الرئيس الصيني بعد محادثاته مع سمو الامير حث المجتمع الدولي على ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية على العراق، كما اكد اثناء استقباله له في اليوم الثاني للزيارة دعم بلاده الثابت لكفاح الشعب الكويتي من أجل العودة الى وطنه، وعودة الكويت دولة مستقلة ذات سيادة بحكومتها الشرعية برئاسة الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح. كما اعرب الرئيس الصيني عن تعاطف حكومته البالغ من معاناة الشعب الكويتي في ظل الاحتلال العراقي، مؤكدا ان الكفاح من اجل العودة لا بد ان ينتصر في النهاية دائما، وان بلاده تتمسك بموقفها الرافض للعدوان العراقي، والداعي للانسحاب من الكويت دون قيد او شرط. ويذكر هنا ان زيارة الشيخ جابر الاحمد للصين توافقت في تاريخها مع الزيارة التي سبق للرئيس الصيني ان قام بها الى الكويت في 26 ديسمبر عام 1989م. وبتاريخ 28 ديسمبر 1990م عاد الشيخ جابر الاحمد واعضاء الوفد المرافق له الى مقر اقامته المؤقتة في الطائف، بعد ان انهى زيارة ناجحة ومهمة الى الصين تلبية لدعوة من الرئيس الصيني، حيث صدر في ختام الزيارة البيان الصحفي التالي: تلبية لدعوة من فخامة يانغ شانغ كونغ رئيس جمهورية الصين الشعبية،قام حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت، بزيارة رسمية ودية للصين في الفترة ما بين 26 ـ 29 ديسمبر (كانون الاول) 1990م. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]وقد أجرى اثناء الزيارة لقاءات مع جيانغ تسي مين الامين العام للحزب الشيوعي الصيني، ويانغ شانغ كونغ رئيس الدولة، ولي بنغ رئيس مجلس الدولة كل على حدة وفي جو من الصداقة والود تم استعراض الوضع الخطير في منطقة الخليج والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك وسبل توثيق وتطوير العلاقات بين البلدين، وقد اكد الجانب الصيني مجددا معارضته الحازمة للغزو العراقي، وضمه لدولة الكويت، ومطالبته بانسحاب القوات العراقية الكامل والفوري وغير المشروط، وضرورة احترام واستعادة استقلال الكويت، وسيادتها وسلامة اراضيها، وحكومتها الشرعية بقيادة الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت.
وفي هذه الزيارة عرض الجانب الكويتي آخر تطورات الموقف في الخليج، وما دار في مؤتمر الحادي عشر لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، معربا عن تقديره البالغ وشكره للصين على موقفها المبدئي تجاه الاحتلال العراقي لدولة الكويت، املا ان تستمر الصين في الابقاء على الضغوط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية على العراق، لاجباره على الامتثال لجميع القرارات الدولية المتعلقة بالعدوان العراقي على الكويت، من اجل تجنيب المنطقة والعالم بأسره مخاطر واهوال حرب محققة، كما اجرى الجانب الكويتي ايضا خلال الزيارة مناقشات بين المسؤولين المختصين في البلدين حول علاقات التعاون في المجالات المختلفة، حيث اكد الجانبان على اهمية تطوير تلك العلاقات، ودعمها في الميادين كافة، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين. وفي ختام الزيارة، اعرب الشيخ جابر الاحمد عن تقديره للحفاوة والتكريم البالغين اللذين قوبل بهما، والوفد المرافق له اثناء الزيارة مما يعكس عمق العلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين، موجها الدعوة الى الرئيس يانغ شانغ كونغ رئيس جمهورية الصين الشعبية لزيارة الكويت المحررة والذي قبلها بالترحيب والشكر. وبتاريخ 1 يناير عام 1991م استقبل الشيخ جابر الاحمد، نائب رئيس الولايات المتحدة الامريكية دان كويل والوفد المرافق له، حيث نقل له تحيات الرئيس جورج بوش والشعب الامريكي. وقد بحث الجانبات آخر المستجدات على الساحة الخليجية. وفي نهاية اللقاء صرح وزير الدولة الدكتور عبدالرحمن العوضي بان وجهة نظر الجانبين الكويتي والامريكي كانت متطابقة فيما يتعلق باهمية تماسك الموقف الدولي الذي لا يقبل التفريط بقرارات مجلس الامن، ولا يتهاون مع الموقف العراقي المتعنت، وكل التحركات المشبوهة التي تحاول المساس بهذه القرارات، كما اشار الى تطابق وجهتي النظر الكويتية والامريكية بشأن خطط تحرير الكويت، وتطبيق جميع قرارات الامم المتحدة ذات العلاقة التي تسعى الى تحقيق الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات العراقية، وعودة الحكومة الشرعية الى الكويت. وبدأ تحطم الأسطورة العراقية عند الساعة الثانية وأربعين دقيقة من فجر 19 يناير 1991 الأميـر مبشرا الكويتيين: حانـت ساعـة الخـلاص وعـودة الوطن الحلقة الرابعة والثلاثون وتتواصل جهود سمو الامير في حشد التأييد الدولي لقضايا الكويت العادلة. وبتاريخ 5 يناير 1991م استقبل الشيخ جابر الاحمد وزير خارجية يوغسلافيا بوديمير لونشار، وذلك قبل بدء زيارة العمل التي قام بها للحكومة الكويتية في الطائف، وقد ذكرت مصادر دبلوماسية ان لونشار جاء يحمل تصورا لمسألة احتلال الكويت، وانسحاب القوات العراقية منها، وكان لونشار قد أبلغ الشيخ جابر الاحمد عن جهود حركة دول عدم الانحياز لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي، فيما يتعلق بأزمة الخليج، كما عبر عن وقوف الشعب اليوغسلافي وقيادته الى جانب الحق المشروع لشعب الكويت وقيادته. وبتاريخ 6 يناير عام 1991م تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران قام بتسليمها له السفير الفرنسي لدى دولة الكويت بيرسو Jean paul Bressot اثناء استقباله له، وقد اعرب الرئيس الفرنسي في رسالته عن تأكيد موقف بلاده تجاه العدوان العراقي على دولة الكويت، وتمنى بمناسبة السنة الميلادية الجديدة لشعب الكويت العودة الى وطنه محررا امنا. وبتاريخ 7 يناير عام 1991م استقبل الشيخ جابر الاحمد رئيس وزراء المملكة المتحدة جون ميجور والوفد المرافق له، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها لما فيه خير شعبيهما، كما بحثا اخر المستجدات على الساحة الخليجية في ضوء قرار الامن الدولي رقم 678 الذي حدد الخامس عشر من يناير عام 1991م موعدا نهائيا لانسحاب القوات العراقية من الاراضي الكويتية دون قيد او شرط. وقال ميجور في تصريح صحفي عقب اللقاء.. ان احد الموضوعات المهمة التي فرضت نفسها في هذا الاجتماع هو وضع الشعب الكويتي تحت الاحتلال، وقد تأثرت كثيرا بما يجري في معسكرات الاعتقال يوميا على ايدي السلطات العراقية، والتي كانت مؤكدة ولها ادلتها الواضحة. وأضاف: انني كنت واضحا مع سمو الامير فيما يتعلق بالتأييد الكامل لقرارات مجلس الامن، والتصميم لدى دول التحالف فيما يتعلق بوجوب انسحاب القوات العراقية بدون شرط، وعدم جني النظام العراقي اي مكاسب من هذا الاحتلال في حال التفاوض. وبتاريخ 8 يناير عام 1991م قالت مصادر بريطانية رسمية: ان المحادثات الكويتية البريطانية التي عقدت بالطائف كانت على قدر كبير من الاهمية. تناولت سبل انهاء الاحتلال العراقي للكويت ومرحلة ما بعد التحرير. وكان رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور قد اكد خلال لقائه بالشيخ جابر الاحمد، ان بلاده لن تتراجع عن موقفها من ازمة الكويت. ولن تقبل بأقل من التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي، لاسيما القرار رقم 660 الذي يدعو الى الانسحاب العراقي، وعودة الشرعية الكويتية، كما كرر ان الانسحاب الجزئي لن يحل المشكلة، بل معناه الحرب، وان على الرئيس العراقي صدام حسين ان يدفع ثمن عدوانه لكي لا تسود شريعة الغاب. وكان ميجور قد اعلن في لقائه مع الشيخ جابر الاحمد انه سيكون من الخطأ ان نترك صدام حسين يستفيد من العدوان، لذلك يجب ان نحاسبه، ونجبره على دفع التعويضات كاملة. واضافت المصادر نفسها ان ميجور بحث مع سمو الامير مرحلة ما بعد التحرير، مؤكدا استعداد بريطانيا الفوري للبدء في برنامج الاعمار، والمساهمة في وضع البرامج والخطط في هذا الشأن، كما اكد ان بريطانيا على استعداد للابقاء على بعض قواتها اذا ما رأت الكويت حاجة الى ذلك بعد استعادة سيادتها. هذا، وكان الشيخ جابر الاحمد قد وجه دعوة الى رئيس وزراء بريطانيا جون ميجور لزيارة الكويت بعد تحريرها من العدوان، وكرر مجددا شكر الشعب الكويتي لوقفة الحق التي يقفها معه الشعب البريطاني. ومن جانبه قام ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بتقديم هدية تذكارية الى ميجور. وهي عبارة عن البوم «البوم صور» يحتوي على اربعين صفحة من الصور، تدين الممارسات الوحشية لسلطات الاحتلال العراقي. وفي التاريخ ذاته وصل الى بروكسل وزير الكهرباء والماء الدكتور حمود الرقبة، حاملا رسالتين من الشيخ جابر الاحمد امير دولة الكويت والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الى كل من الملك بودوان، ورئيس الوزراء البلجيكي ولفريد ماوتنز، تتعلقان بالمستجدات على الساحة الخليجية. والجدير بالذكر ان بلجيكا اعلنت مواقف واضحة في رفض العدوان العراقي على الكويت، واكدت التزامها بتطبيق جميع قرارات مجلس الامن الدولي. وكان وزير خارجيتها ايمنز قد علق على رفض وزير الخارجية العراقي طارق عزيز اللقاء مع وزراء خارجية الترويكا الاوروبية بانه: «اهانة للعالم». وبتاريخ 11 يناير عام 1991م قال الشيخ جابر الاحمد: انه اذا رفض العراق الانصياع للقرارات الدولية الداعية الى سحب القوات العراقية من الكويت فانه لا بد من استخدام القوة العسكرية لاخراجها. واوضح اثناء اجتماعه بوزير الخارجية الامريكي، جيمس بيكر: اننا نرحب بالسلام المبنى على الانسحاب العراقي الكامل من الكويت وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي، وانه اذا رفض العراق الانسحاب من الكويت سلميا، فليس هناك مجال الا اخراجه بالقوة. وأضاف: اعتقد انه عندئذ سيكون من المناسب النظر في كيفية الحفاظ على الامن، وليس هناك ما يمنع ان يتضمن مثل هذا التفكير وجود قوة من الامم المتحدة لحفظ السلام. وكان الشيخ جابر الاحمد قد استقبل وزير الخارجية الامريكي والوفد المرافق له، حيث اطلعه على اخر تطورات قضية الخليج بعد محادثاته مع وزير خارجية العراق في جنيف، واصرار الولايات المتحدة الامريكية على تنفيذ جميع قرارات مجلس الامن الدولي كاملة وبدون قيد او شرط. وبتاريخ 14 يناير عام 1991م دعا الشيخ جابر الاحمد المجتمع الدولي الى الاستمرار في تكاتفه، واجبار العراق على احترام القرارات الدولية وسحب قواته، وبسرعة من جميع الاراضي الكويتية قبل الموعد النهاي، وعودة السلطة الشرعية الكويتية الى اراضيها. وقال في كلمة وجهها الى ملوك ورؤساء دول العالم بمناسبة حلول يوم 15 يناير عام 1991م وهو الموعد المحدد من قبل مجلس الامن الدولي لانهاء الاحتلال العراقي للكويت. ان المجتمع الدولي يجتاز الان امتحانا صعبا، وهو يعمل جاهدا لفرض الارادة الدولية على المعتدي، ومن ثم فان اي تراجع في فرض تلك الارادة ستفسره قوى الشر في العالم على انه ضعف في قوة الارادة الدولية مما ينجم عنه عواقب وخيمة تهدد الامن والسلم العالميين. وأعرب عن ثقته بان المجتمع البشري سيتمكن من السيطرة على الوضع، وفرض الارادة الدولية على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات العالم. وبتاريخ 19 يناير عام 1991م وفي اعقاب بدء العمليات القتالية لتحرير دولة الكويت، والتي بدأت في تمام الساعة الثانية واربعين دقيقة فجرا بتوقيت الخليج من يوم 17 يناير عام 1991م وجه الشيخ جابر الاحمد كلمة الى الشعب الكويتي، يبشرهم بساعة الخلاص وعودة الوطن مستقرا، وعودتهم اليه ظافرين غانمين، معبرا لهم ـ بصفته والد الجميع ـ عن ألمه الكبير لما لا قوه من معاناة التعذيب والاضطهاد والملاحقة والتشرد.. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]والتشرد.. وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله حمد الشاكرين والصابرين المؤمنين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق) صدق الله العظيم. اخواني واخواتي ابناء الكويت الاوفياء،،، لقد لاحت مع الخيوط الاولى لفجر الخميس الثاني من رجب بشائر النصر، وبدأ الحق يأخذ طريقه ليبدد الظلام ويدحر الطغيان، وقد تكللت بالنجاح جهود العالم اجمع في الوقوف امام شريعة الغاب التي ارادها رئيس النظام العراقي ان تسود، حيث تغلب نهج العدل وصوت القانون على من حاول التفرد والتمرد على ارادة المجتمع الدولي، وان الظالم مهما طال امد ظلمه، فان الله ـ سبحانه وتعالى ـ يمهل ولا يهمل. اخواني وأخواتي في داخل الكويت،، لقد كنا وسنظل نعتز ونفتخر بكم لما عانيتم وتعانون من قتل وتعذيب اعتقال وتشريد من المحتل البغيض، ونحن جميعاً نعيش معكم صباح مساء في محنتكم، ونشعر بما تشعرون به، وبمشيئة الله فقد بدأت عملية تحرير ارضنا العزيزة من المعتدين الغاصبين، وسنلتقي قريبا ان شاء الله في وطننا العزيز ليلتم شمل الكويتيين في وطنهم الكويت. ولقد كان ايماننا بالله ثم بكم كبيراً، وكنا نعتقد جازمين بأن ارهاب المعتدي وبطشه لا يمكن ان يؤثر عليكم او يفت في عضدكم، وحدث ما توقعناه فقد زادتكم المحن تلاحماً، والشدائد تكاتفا واستطعتم بصمودكم وصبركم ان تهزموا العدو منذ بداية الغزو بالارادة الصلبة والعزيمة القوية. لقد حاول الباغي ان يراهن على وحدتكم ترغيباً وترهيباً، ولكنه فوجىء بأبناء الكويت ابناء ذلك الرعيل الذي بنى اسوار الكويت بدمه وعرقه يتحدون باصرار كل تلك المحاولات، ويتصدون لكل تلك الغزوات العدوانية، فهزم قبل ان تهزمه القوة، فهنيئاً لكم هذا النصر، وهنيئاً لكويتنا الحبيبة بهؤلاء الرجال والنساء الذين سيكتب التاريخ قصة كفاحهم بأحرف من نور، وسيذكرهم الابناء والاحفاد بكل عزة وفخار. يا أبناء الكويت الاعزاء خارج الكويت،، يا من ذقتم مرارة البعد والتشرد والاغتراب، وعرفتم بالتجربة القاسية كم هي الكويت عزيزة عليكم، هنيئاً لكم جهودكم الخيرة التي بذلتموها ليل نهار من اجل العودة، وكنتم سنداً لصمود اخوانكم في الداخل حتى يتحقق النصر بمشيئة الله سبحانه. وانني ايها الاخوة والاخوات في الداخل لعلي ثقة ويقين بالله ـ سبحانه وتعالى ـ انكم ستكونون يداً واحدة متعاونين في السراء والضراء، متكاتفين لبناء الكويت من جديد، مستفيدين من الدروس والعبر التي مرت بنا، ولو انها كانت قاسية علينا جميعاً، عرفنا من خلالها الصديق من العدو، وعرفنا ان الاعتماد على الله سبحانه، ثم على انفسنا هو السبيل الذي يتم من خلاله ترتيب لبنات البناء ودعائمه. يا أبناء الكويت الاوفياء،،، انني باسمكم جميعاً اتوجه بكل التقدير والشكر والعرفان الى كل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت معنا في محنتنا، والتي آثرت ان تضحي بأبنائها وشبابها في سبيل نصرة الحق وابطال الظلم. وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه، وهدانا بمنّة وكرمه سواء السبيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبتاريخ 8 فبراير عام 1991 استقبل الشيخ جابر الاحمد وزير الدفاع الامريكي ريتشارد تشيني، ورئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال كولن باول. وقد حضر المقابلة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، وكذا نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد، ووزير الدفاع الشيخ نواف الاحمد، ووزير التخطيط سليمان المطوع، والمستشار بالديوان الاميري عبد الرحمن العتيقي. وحضر من الجانب الامريكي سفير الولايات المتحدة لدى دولة الكويت ادوارد غنيم، ووكيل وزارة الدفاع بول وولفوتز، ومساعد وزير الدفاع بيتر وليامز، ونائب مساعد وزير الدفاع آرثر هيوز وعميد البحرية جوزيف لوبيز، والعقيد ريتشارد تشد كوت. وقد جرت المباحثات بين الجانبين في جو ودي ساده التفاهم المتبادل. واعرب الجانبان عن رضاهما التام لسير العمليات، ولما تم تنفيذه حتى الان من مخططات عملية «عاصفة الصحراء» التي تهدف لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، وذلك تطبيقا لقرارات مجلس الامن الدولي الصادرة بهذا الشأن. كما تناولت المحادثات التصورات المستقبلية لاستكمال معركة التحرير. وقد اشاد الجانب الامريكي بالمساهمة الفعالة للقوات الجوية الكويتية في العمليات العسكرية التي دارت ـ وما تزال ـ من اجل تحرير الكويت، ونوه بالدور المرتقب للقوات الكويتية البرية التي ستساهم بصورة اساسية في تحرير بلادها. وبتاريخ 9 فبراير عام 1991 وصل مبعوث الشيخ جابر الاحمد امير دولة الكويت، وزير التعليم العالي الدكتور علي الشملان الى هافانا، حاملاً رسالة منه الى الرئيس الكوبي فيدل كاسترو لم يكشف النقاب عن مضمونها. وكان وزير التعليم العالي واحداً من عدة مبعوثين يطوفون العالم حاملين رسائل مماثلة من امير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد للعديد من زعماء العالم. كانت كوبا آنذاك عضواً غير دائم في مجلس الامن الدولي الذي تبنى في 29 نوفمبر عام 1990 قراراً يجيز للامم المتحدة استخدام القوة لاخراج قوات الاحتلال العراقي من الكويت، وهو القرار الذي بدأت الشرعية الدولية تنفيذه في 17 يناير عام 1991م، ولم يكن الموقف الكوبي في مجلس الامن طوال الازمة موقفاً مرضياً عنه لانحيازه للجانب العراقي بسبب المشكلات السياسية العالقة بينه وبين الولايات المتحدة الامريكية. وبتاريخ 14 فبراير عام 1991 استقبل الشيخ جابر الاحمد، وبحضور ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح في الطائف رئيس الوزراء الفرنسي ميشال روكار يرافقه وزير الدفاع بيير جوكس، ورئيس الاركان العامة في الجيش الفرنسي موريس شميت، حيث جرى خلال اللقاء تقويم شامل للاوضاع الراهنة عسكرياً وسياسياً. وبتاريخ 15 فبراير عام 1991 استقبل الشيخ جابر الاحمد وزير الخارجية التركي احمد كورجبا البيتموجين والوفد المرافق له، حيث نقل له رسالة من الرئيس التركي تورغت اوزال، تتعلق بتطورات الاوضاع على الساحة الخليجية والعلاقات الثنائية بين البلدين المسلمين والشعبين الصديقين. وقد حمل الشيخ جابر الاحمد الوزير التركي تحياته وتمنياته الطيبة للرئيس التركي، وتقدير الشعب الكويتي للشعب التركي على مواقفه المشرفة ضد العدوان العراقي على دولة الكويت المسالمة. وبتاريخ 19 فبراير عام 1991 وصل الى الطائف وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح، وبعد جولة سياسية استغرقت اسبوعين وشملت ست دول، سلم خلالها ست رسائل من الشيخ جابر الاحمد امير دولة الكويت، ومن ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الى رؤساء دول وحكومات كل من: ايران، مصر، قبرص، يوغسلافيا، رومانيا، ومالطا. وبتاريخ 20 فبراير عام 1991 استقبل الشيخ جابر الاحمد السفير الايطالي لدى دولة الكويت، حيث سلمه رسالة من الرئيس الايطالي فرانسيسكو كوسيجا حول التطورات الاخيرة على الساحة الخليجية. وتطرقت الرسالة الى ما بين البلدين الصديقين من علاقات متينة، كما تضمنت تهاني ايطاليا حكومة وشعباً بالعيد الوطني الكويتي الثلاثين. وبتاريخ 25 فبراير عام 1991 اعرب الشيخ جابر الاحمد في رسالة جوابية الى الرئيس البولندي ليخ فاليسيا بمناسبة تهنئته له بذكرى العيد الوطني الكويتي الثلاثين، عن شكره وامتنانه لموقفه الذي دعم القضية الكويتية العادلة دعماً كاملاً، وساند حق الشعب الكويتي في الدفاع عن ارضه، وتحريرها من براثن القوات العراقية الغازية. كما اعرب عن امله في ان تسهم المشاركة الفعالة للرئيس فاليسيا في الجهود الدولية من اجل اعادة السلام واستتباب الامن والاستقرار في منطقة الخليج، بعد انهاء الحرب وتحرير دولة الكويت. وفي التاريخ نفسه اعرب الرئيس البرازيلي فرناندو كولر عن تمنياته الحارة للشيخ جابر الاحمد بعودة الكويت الى كامل سيادتها، وبتطبيق جميع قرارات مجلس الامن الدولي الخاصة بالقضية الكويتية، وذلك في برقيته التالية: صاحب السمو،،، الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح،،، امير دولة الكويت،، تقبلوا يا صاحب السمو تحياتي بمناسبة العيد الوطني للكويت، وفي هذه اللحظة التي بدأت فيها الحملة الارضية بهدف التحرير النهائي للاراضي الكويتية، اعبر لصديقنا الموقر عن التمنيات الحارة من شعب وحكومة البرازيل بأن تتحقق، وفي اقرب وقت ممكن، الظروف المواتية لتطبيق قرارات مجلس الامن، وبشكل كامل لعودة الكويت ـ هذا البلد الصديق ـ الى كامل سيادته. مع أسمى آيات تقديري،،، فرنالدو كولر وفي التاريخ ذاته ايضا وجه الشيخ جابر الاحمد كلمة الى شعبه وابناء وطنه بمناسبة العيد الوطني الثلاثين لدولة الكويت، معلناً انتظار لحظة العودة الى الوطن العزيز محرراً مطهراً من دنس الباغين، مؤكدا بأن الكويت، رغم المحنة القاسية التي مرت بها، ستظل كما كانت دائماً عربية الوجه والقلب والوجهة، مهتدية بشريعة الرحمن، ساعية الى السلام والمحبة والتفاهم الدولي، واحة امن وأمان لا تحمل ضغينة لاحد. بعد أن عادت الكويت حرة مستقلة وعادت الشرعية الكويتية أكثر قوة الأمير: لن ننسى الغزو الغادر لكن سنترك التاريخ يروي أهواله وبشاعاته الحلقة الاخيرة وفيما يلي في السطور التالية ننشر نص الكلمة التي ألقاها سمو الامير الى شعبنا الصامد بعد التحرير. الحمدلله نستعينه ونتوب اليه ونستغفره، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. قال سبحانه وتعالى: (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) صدق الله العظيم. أيها الاخوة والاخوات ابناء الكويت الغالية، نحتفل معا في مثل هذا اليوم من كل عام بعيدنا الوطني. ونستقبله الان ومعركة التحرير مشتعلة لدحر المعتدي الغاصب واعادة الحق الى نصابه، وبقلوب خاشعة ملؤها الايمان بالله سبحانه ندعوه جلت قدرته ان يعجل بالنصر وان يدحر المعتدي الظالم ويرد الكويتيين الى كويتهم ظافرين منتصرين. أيها الاخوة والاخوات لقد كشفت هذه المحنة عن المعدن الاصيل لشعب الكويت، فقد توحدتم في صلابة وتماسك مرصوص يشد بعضه بعضا في مواجهة معتد اثيم، استخدم أبشع ضروب التعذيب والتنكيل والقتل والنهب دون ان تلين منكم قناة، فلم يجد العدو منفذا الى صفوفكم فابطلتم بهذه الوقفة الصلبة دعاواه الكاذبة امام العالم. والتممتم في اخوة وتكافل طوال المحنة، تتقاسمون القوت، وتتنافسون في تحمل المسؤوليات، قاومتم حشوده وجحافله بايمانكم الراسخ، وبحبكم الكبير لوطنكم وبكل ما تملكون من وسائل فبرزت كويت المحبة والسلام حقيقة تشهدها الدنيا في مواجهة العدوان. واضطر الكثيرون منكم الى الخروج من وطنهم تحت وطأة البطش والارهاب، ففتح لكم الاخوة الاشقاء قلوبهم وديارهم لاستضافتكم وسارعوا يقدمون في كرم كل عون ممكن ينفح عنكم جراح الغربة، ومعاناة المحنة، وجمع الله القلوب حول قضيتنا العادلة، فوقف العالم لاول مرة بوحدة ترفض ان يفيد الباغي من عدوانه وتصمم على انسحابه غير المشروط، وتطبيق قرارات مجلس الامن كاملة. وقدم الاخوة والاصدقاء ابناءهم وحشدوا تحت مظلة القوات المشتركة العربية والاسلامية والصديقة، كل امكاناتهم يقاتلون عن هذا العمل في بسالة واصرار. أيها الاخوة والاخوات،، وفي انتظار لحظة العودة الى الوطن العزيز محررا مطهرا من الباغين، مصداقا لقوله تعالى: (ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون) نقف ملحين في الدعاء ان يتغمد الرحمن شهداء قضية التحرير والحق والعدل بواسع رحمته. وتظل قلوبنا معلقة بابناء واخوة واصدقاء متحملين مرارة الاسر ووحشية الطغاة. ونحمل في الصدور المحبة والتقدير للوقفة الصلبة لإخوة واصدقاء نصروا قضيتنا وحملوا السلاح دفاعا عنها، وواجهوا المعتدي بحشوده. لم يرهبهم وعيد، ولم تغرهم وعود، ولم تجتذبهم مطامع، بل بذلوا في سخاء وصدق ارواحا غالية، وتحملوا تضحيات جسيمة حماية للقانون الدولي، ورفضوا ان ترتد البشرية مرة اخرى الى شريعة الغاب، ومسلك العدوان فإلى كل هؤلاء شكر الكويت واجيالها. ومن أتون الحرب الملتهبة ووسط آلامها يرتفع اليوم صوت الكويت مؤكدا انها سوف تظل ـ كما كانت دائما ـ عربية الوجه والقلب والوجهة. مهتدية بشريعة الرحمن، ساعية الى السلام والمحبة والتفاهم الدولي، واحة امن وامان لا تحمل ضغينة لأحد. ان اهل الكويت يدركون تماما ان ما حل بهم من غدر وخيانة وعدوان انما هو سلوك طغاة لا منهاج امم، وقرار افراد زين لهم الشيطان اعمالهم، لا ارادة شعوب عربية حرة مسلمة، ومع هذا نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وهو نعم المولى ونعم النصير. وللإخوة والاخوات من اهلنا الصابرين في الكويت اقول باسمي، واسم اخوانكم واخواتكم خارج وطننا العزيز، اننا ندعو الله ـ جلت قدرته ـ ان يعينكم ويهبكم القوة والصبر على البلاء. ان قلوبنا جميعا معكم رافعين أكف الضراعة الى الله العلي القدير ان يساعدكم على ما تتحملون من اعباء الصبر، ويسبغ عليكم رحمته الواسعة، وان فرج الله قريب، وما بعد عسر الا يسر ان شاء الله. أيها الاخوة والاخوات،، اننا مقبلون على مرحلة جديدة حاسمة تتطلب منا الاجماع على كلمة سواء، فلنتسلح بالايمان الصادق مما يتنزل معه من الرحمن الرعاية والعون، متخذين من توصيات المؤتمر الشعبي الكويتي المنعقد في اكتوبر من العام الماضي ميثاقا وطنيا بحكم مسيرتنا القادمة باذن الله، فكويت الغد غير كويت الامس لاختلاف حجم ونوعية ما نواجهه من مهمات جسام، يتوقف تجاوزها على اعتماد ابنائنا على انفسهم، وتصدرهم الصفوف لتحمل الاعباء في عزم مجمع على الانجاز والاتقان. ان مرحلة التعمير والبناء المقبلة لوطننا هي مرحلة العطاء بلا حدود، مرحلة تتشابك خلالها الايدي في تعاون، وتلتقي القلوب في وحدة وصمود، ويتضاعف العمل في تضحية ونكران للذات. ولا يفوتني في ختام كلمتي هذه ان اقدم باسم الشعب الكويتي وباسمي جزيل الشكر والتقدير للقوات المسلحة المشتركة في مختلف فروعها، لما قامت وتقوم في عمليات تحرير الكويت. (واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) صدق الله العظيم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]هكذا انتهت عاصفة الصحراء بانتصار رائع للعدالة والحق والحرية، تضافرت فيها جهود ثلاث وثلاثين دولة، رصت صفوفها في تحالف فريد بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، تتفيأ مظلة الشرعية الدولية من أجل تحرير دولة الكويت من براثن العدوان والاحتلال العراقي، تنفيذا للاجماع الدولي المتمثل في قرارات الامم المتحدة، وتحقيقا لاول انجاز في استراتيجية النظام العالمي الجديد.
لقد عادت الكويت دولة حرة مستقلة، وعادت الشرعية الكويتية اكثر قوة وعزما وتصميما لممارسة حق السيادة على ارض الوطن، والعودة بالكويت من جديد في حلة ناصعة تؤكد للعالم دورها البناء في المجال الانساني والانمائي. وكانت اولى الخطوات التي اتخذها الشيخ جابر الاحمد يوم اعلان تحرير دولة الكويت في 26 فبراير عام 1991م اصدار مرسوم اميري يقضي باعلان الاحكام العرفية في جميع انحاء الكويت اعتبارا من التاريخ المشار اليه ولمدة ثلاثة اشهر. وبتعيين ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح حاكما عرفيا عاما، يتولى التنسيق بين القوات الكويتية المسلحة، وبين قيادة القوات العسكرية في الدول المتعاونة مع دولة الكويت. واكد المرسوم الاميري على انه جاءت بعد تحرير الكويت وجلاء المعتدين عنها لحظات جهاد اكبر تتوجه فيها الجهود كلها نحو بناء ما تهدم، واصلاح ما خرب، وتأمين الحياة على ارض الكويت من بقايا العدوان ومخلفاته. وفيما يلي نص المرسوم الاميري رقم 41 لسنة 1991م. بسم الله الرحمن الرحيم أتم الله سبحانه نعمته على الكويت وشعبها، فتحررت ارضها بحمد الله من الغزو العراقي الغاشم، ورحل عنها المعتدون بعد ان عاثوا في ربوعها، فخربوا، ودمروا، واحرقوا. وقتلوا، واهلكوا الحرث والنسل، وكلل بالنصر والفتح جهاد شعب الكويت الذي ضحى وصابر ورابط، وجهود دول شقيقة وصديقة وقفت داخل الامم المتحدة وخارجها الى جوار الكويت وحقها المغتصب. وبعد ان جاءت لحظات جهاد اكبر توجهت فيها الجهود كلها نحو بناء ما تهدم واصلاح ما خرب وتأمين الحياة على ارض الكويت من بقايا العدوان ومخلفاته وحماية الانفس والاعراض والاموال من كل ما يهددها، او يجدد الخطر عليها. وحتى يتحقق ذلك كله تحتاج الاجهزة المسؤولة والمعنية الى ان تتوافر لها السلطات القانونية التي تسمح لها بمواجهة كل خطر، ومعالجة كل خلل، ورأب كل صدع، وانجاز كل عمل في سرعة وكفاءة وحزم، حتى تعود الحياة على ارض الكويت، لابنائها، والمقيمين عليها، الى ما كانت دائما موضع الفخر والاعتزاز لنا، حياة امن وأمان، وسلام واستقرار، وتمكينا للمؤسسات والاجهزة المسؤولة من اداء واجبها على اتم وجه وأكمله في هذه الظروف الصعبة المعقدة. وبعد الاطلاع على الدستور. وعلى الامر الاميري الصادر في 27 شوال 1406هـ الموافق 3 يوليو (تموز) 1986م. وعلى الامر الاميري الصادر في 12 محرم 1411هـ الموافق 13 اغسطس (آب) 1990م في شان المقر المؤقت لحكومة الكويت، وبعض الاحكام المنظمة لاعمالها. رسمنا بالاتي: مادة أولى: تعلن الاحكام العرفية في جميع انحاء دولة الكويت اعتبارا من يوم الثلاثاء 12 من شعبان سنة 1411 هـ الموافق 26 من فبراير (شباط) 1991 م لمدة ثلاثة اشهر. مادة ثانية: يعين سعد العبدالله السالم الصباح حاكما عرفيا عاما، ويخول اتخاذ ما تتطلبه الظروف من التدابير المنصوص عليها في المادة الثالثة من القانون رقم 22 لسنة 1967م المشار اليه. مادة ثالثة يتولى الحاكم العرفي العام التنسيق ين قيادة القوات المسلحة الكويتية وبين قادة القوات العسكرية في الدول المتعاونة مع دولة الكويت في تحرير ارض الوطن. مادة رابعة على رئيس مجلس الوزراء والوزراء ـ كل في ما يخصه ـ تنفيذ هذا المرسوم، ويعمل به من تاريخ صدوره، وينشر في الجريدة الرسمية. أمير دولة الكويت جابر الاحمد الصباح رئيس مجلس الورزاء سعد العبدالله السالم الصباح ومن جهة اخرى، اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش في خطاب له بتاريخ 27 فبراير عام 1991م.. ان الاجراء الذي اتخذه التحالف ضد العراق كان ناجحا، وان التحالف سيعلق عمليات القتال الهجومية اعتبارا من منتصف الليل بالتوقيت المحلي لشرق الولايات المتحدة في ذلك اليوم» وانه لا يمكن ان يدعي اي بلد ان هذا الانتصار لجميع شركاء التحالف، وانما هو انتصار للامم المتحدة وللبشرية جمعاء، ولسيادة القانون ولما هو حق (انظر مرفق رقم 21). هذا الانتصار اجبر النظام العراقي على ان يركع، ويرسل من خلال ممثله الدائم لدى الامم المتحدة عبدالامير الانباري رسالتين متطابقتين موجهتين الى الامين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الامن بتاريخ 8 مارس عام 1991م ارفق بهما صورة قرار مجلس قيادة الثورة العراقي رقم 55 الصادر بتاريخ 5 مارس عام 1991م، بشان تطبيق الفقرة 2 (أ) من القرار 686 لعام 1991م والذي يتضمن ضمن بنود اخرى اعتبار كل قرارات مجلس قيادة الثورة الصادرة منذ 2 اغسطس 1990م، والتي لها صلة بالكويت لاغية. وقد نشر هذا القرار في الجريدة الرسمية للجمهورية العراقية بالعدد 3345 بتاريخ 18 مارس 1991م(انظر مرفق رقم 22). لا شك انها كانت تجربة مريرة، ومحنة قاسية، وصدمة شديدة اخلت بموازين الاخاء ومعايير حسن الجوار، وهزت القيم في النفس والوجدان. ولكن عزيمة الرجال كانت هي الاسمى والاقوى في كل الاوقات.. عزيمة صلبة مكنت شعب الكويت من تجاوز مرارة التجربة، وتخطي المحنة رغم قساوتها.. عزيمة شجاعة بددت قوة الصدمة. وجعلتها جحيما يرتد الى صدور الغزاة المعتدين. لقد سالت دماء ابناء الكويت الغالية رخيصة من أجل الكويت، وهي تستحقها. واقتيد الكثير منهم عنوة، ولا يزالون يقيمون اسرى ومرتهنين في سجون ومعتقلات النظام العراقي الحاكم في بغداد دون ذنب اقترفوه، اللهم انهم كويتيون احبوا تراب وطنهم واخلصوا لقيادتهم. وفي هذا، يقول الشيخ جابر الاحمد عند افتتاحه لدور الانعقاد العادي الاول من الفصل التشريعي السابع لمجلس الامة الكويتي في 20 اكتوبر عام 1992م «لقد مررنا بتجربة مريرة ستلازم ذاكرتنا زمنا طويلا، فلا يمكن ان ننسى الغزو الغادر، ولا المواقف التي صاحبته.. لقد سالت دماء شهدائنا من الصغار والكبار، من الرجال والنساء ولم يسلم اطفالنا الابرياء من رصاص الغزاة، ولقد واجه شعب الكويت الوفي كارثة الغزو باقصى ما يستطيع، وبكل ما يملك من ادوات الصمود والمقاومة والسعي ليل نهار على كل الاصعدة وفي جميع المحافل الدولية، مما جعل قضيتنا مركز الاهتمام العالمي على مستوى الحكومات والشعوب». وعلى الرغم من ذلك كله، فقد آلى الكويتيون على انفسهم ان يكونوا موضوعيين، لا تحكمهم جروح الغزو والعدوان والاحتلال التي لن تندمل ابدا، ولا آلام النفس لما تعرض له الوطن، بل سيتركون الاخرين يروون للتاريخ ما اصاب الكويت واهل الكويت وما فعله العدوان والاحتلال العراقي بهم.. يجسدون هول ما لمسوه من قتل وتشريد واسر، وما شاهدوه من تدمير وخراب لحق بكل مؤسسات الكويت عمرانية، وثقافية، وعلمية، وصحية، واجتماعية واقتصادية. عندما نتحدث عن الشيخ جابر الاحمد الحاكم.. الوالد.. الانسان، فاننا لا ندعي اننا نعرف كل شيء خفي علينا، حيث ان لكل شخص خازنة لافكاره واسراره، فما بالك فيما لو كان هذا الشخص حاكماً، امتلأت حياته بالاحداث والآمال الجسام، اضافة الى عدم رغبته في الحديث عن نفسه، وعن اعماله مما يجعل البحث عن مناقبه الخفية اصعب على نفس وفكر الكاتب من تلك المعلنة الجلية، وهي ضرورة لان ذاكرته هي ذاكرة شعبه، وخفاياه هي خفايا واسرار امته. فذاكرة الشعوب في ذاكرة قائدها وملهمها تشكل عروة وثقى لا انفصام فيها، هي في الواقع تاريخ الامة وتراثها الاصيل البعيد عن زيف الواقع التاريخي للشعوب، والمرتكز على ما يبرزه جدل الاحداث، وتداخلاتها مع قائد المسيرة الشيخ جابر الاحمد عبر رحلته التاريخية منذ توليه حاكمية الاحمدي، ومناطق النفط، حتى اعتلائه سدة الحكم في البلاد راعياً لنهضتها وبانياً لاقتصادها، ومنمياً لمجتمعها الحديث. هذه الافكار والخواطر وما يعتريها من تساؤلات كانت تزدحم بها رؤوسنا، وتدور سريعاً في اذهاننا، وتضغط بالحاح شديد على وجداننا، ونحن مقدمون على تدوين السيرة الذاتية للشيخ جابر الاحمد... الحاكم.. الوالد.. الانسان. لقد كنا بحق امام معادلة صعبة قوامها تاريخ طويل حافل بالمنجزات لابد ان نتناوله بأمانة وموضوعية، وشخصية ديناميكية، لابد من انصافها واعطائها حقها كاملاً، وكلمة حق لابد ان نتمسك بها، ولا نحيد عنها. نحن ندرك ان كتابة السير الذاتية لهؤلاء الزعماء، والقادة الذين تركوا بصمات على حياة ومقدرات شعوبهم، ومجتمعاتهم، ليست مسألة سهلة هينة، وان الامر يزداد تعقيداً وصعوبة اذا كانت تلك الشخصية لا تزال مستمرة في عطائها، تسير على درب الخير متفانية في خدمة وطنها وشعبها. بعبارة اخرى، نجد في الجانب المعاكس انه من السهولة بمكان ان يتناول الكاتب حياة الطغاة، وخانقي انفاس الشعوب. ذلك لان جرائمهم ـ وهي كثيرة وعديدة ومتنوعة ـ تتحدث عن سيرتهم الذاتية لتشكل في النهاية اكبر دليل وشاهد على طغيانهم، وانحدارهم بمجتمعاتهم وشعوبهم الى الدرك الاسفل من الويلات، حيث الفقر والجهل والمرض، مهما ملكت هذه المجتمعات والشعوب من مقومات الحضارة في عهود تاريخية زاهرة مرت عليها، وتاريخنا الحديث مليء بمثل هذه الشواهد والعبر. اما الكتابة عن العظماء الذين اثروا حياة مجتمعاتهم وشعوبهم، وقادوا اوطانهم نحو التقدم والازدهار فهي مهمة ليست سهلة، بل هي مسؤولية تاريخية وادبية، تتطلب من الكاتب الثقة في ان يكون حذراً في خطواته، وان يتلمس الموضوعية وينشدها في كل حرف وعبارة ينتقيها ليسرد الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، خوفاً من الوقوع في شباك التطرف، سواء اكان بالمديح والثناء ام بالنقد الجارح المستهدف سلباً لجوانب معينة لحياة ومسيرة من سيكتب عنهم. والشيخ جابر الاحمد واحد من اولئك الذين حباهم الله بالقبول، احب شعبه، وخدم وطنه باخلاص وتفان، فأحبه الجميع، واخلصوا له، فلا غرو في ذلك، فهو واحد من العظماء لانه استطاع ان يقود بلاده ـ مع غيره من حكام الكويت ـ من مجتمع اولي بسيط الى مجتمع حضاري مدني مترابط بأنظمته وقوانينه... مجتمع ديمقراطي، الحكم فيه لآل صباح، والامة هي مصدر السلطات.. مجتمع اسلامي عروبي يؤمن بأمته العربية اشد الايمان، رغم ما اصابه ايام محنة العدوان والاحتلال العراقي من نكران بعض الاخوة من العرب لوجوده ولاستقلاله وسيادته. ان افكار الشيخ جابر الاحمد المتصلة بقضايا الامة العربية جلية وواضحة للعيان منذ ان دخل معترك العمل السياسي... لم يساوم يوما على عروبته وقوميته ومبادئه الانسانية، ولم يعد بيد ليأخذ بالاخرى.. كان دوماً المدافع عن قضايا الامة العربية من المحيط الى الخليج، وكانت قضية فلسطين، وشعب فلسطين، واردة باستمرار في ذاكرته ووجدانه حتى في احلك الظروف واصعبها. ففي الوقت الذي كان يناضل من اجل حرية وطنه وشعبه من طغيان النظام العراقي، كانت فلسطين، وشعب فلسطين، على لسانه وجزءاً من نضاله الوطني، سواء أكان ذلك في المحافل الدولية ام في خطابه السياسي للعالم. وكان يحارب على جبهتين في آن واحد.. تحرير الوطن وتحرير الانسان الفلسطيني، على الرغم من انحياز قادتهم لجانب قوى الاحتلال، وموقفهم غير المبرر من تحرير دولة الكويت، ودعمهم غير المحدود للمحتل لاستمرار احتلاله لارض الكويت وشعب الكويت. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]لقد تخطى الشيخ جابر الاحمد حدود الوطن العربي ـ وهذا واضح للعيان في سياسته الخارجية ـ ليمس قضايا العالم الثالث والشعوب المقهورة في الصميم.. حارب التمييز والتفرقة العنصرية.. حارب الفصل العنصري في جنوب القارة الافريقية.. دعم حركات التحرير الوطني اينما وجدت في العالم، وبخاصة في افريقيا... اصبحت مديونيات العالم الثالث في نظره تساوي حالة من الاستعمار الجديد.. خاطب الضمير العالمي من فوق منبر الامم المتحدة عندما طالب الدول الدائنة بمراعاة الاوضاع الاجتماعية والانسانية في الدول المدينة، ومارسها عملياً حين اسقط فوائد الديون عن كاهل الدول المدينة للكويت، بل ونظر في اصول الديون بالنسبة للدول الاشد فقراً.. كما طالب البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي بأن يكونا اكثر عدالة مع الدول المحتاجة والدول الساعية الى التنمية.
هذه الشخصية الاقتصادية العالمية التي تمكنت من تنمية موارد الوطن المالية التي لم تكن تتجاوز ثلاثة من الملايين الاسترلينية في عام 1960م، لتصل الى اكثر من 90 مليار دولار في عام 1990م.. هذه الشخصية الباحثة دوماً عن التنمية لم تسخر هذه الثروة من اجل التنمية في الكويت فحسب، بل تجاوز ذلك الى الدول العربية والعالم الثالث، سواء أكان من خلال المنح والمساعدات المباشرة او من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والتي تقدم على هيئة قروض ميسرة، وبفوائد لا تتجاوز 2% مما جعل الكويت في مقدمة الدول المانحة للمساعدات الخارجية. ففي مارس عام 1995 وامام مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية الذي عقد في «كوبنهاغن/الدانمرك» تحت اشراف الامم المتحدة، وقف الشيخ جابر الاحمد معلناً ان الكويت قد اخذت على عاتقها منذ استقلالها المشاركة في عمليات التنمية الدولية، وصولاً الى الاسهام الفاعل في صنع التقدم والسلام، وبخاصة المشاركة في تقديم العون والمساعدة لدول وشعوب العالم الثالث، وفي مقدمتها الدول الاكثر فقراً واحتياجاً، وانه تحقيقا لهذا التوجه الانساني والحضاري الذي تستمد دولة الكويت مقوماته من دينها وتراثها وتجربتها الحضارية القائمة على التضامن والعطاء الانساني، وبناء جسور التفاهم والصداقة مع دول العالم، فإن مساعدات الكويت الخارجية لم تتوقف يوما تحت اي ظرف من الظروف الاستثنائية القاهرة. فقد تراوحت نسبة هذه المساعدات الى الناتج القومي بين 5% الى 8% خلال عقد السبعينيات لتنخفض الى ما بين 3% الى 4% خلال عقد الثمانينيات بسبب الازمة الاقتصادية التي تعرضت لها الكويت من جراء كارثة سوق الاوراق المالية التي عرفت بأزمة (سوق المناخ) اما في عقد التسعينيات فانه على الرغم من آثار كارثة الاحتلال وتداعياتها الاقتصادية التي لم يتعاف منها الاقتصاد الكويتي، وكذا وتداعياتها القاسية التي عصفت باستقرار كيان الدولة، فإن هذه الاثار السلبية مجتمعة لم تمنع الكويت من مواصلة دعمها والوفاء بتعهداتها. والتزاماتها حيال دول العالم الثالث، بل ان حرصها على المحافظة على هذه الثوابت الراسخة في وجدان المجتمع الكويتي المحب للخير بطبعه، جعل نسبة مساعدتها ترتفع الى 4،4% حتى منتصف عقد التسعينيات. ان القريب من الشيخ جابر الاحمد يدرك تماماً انه قليل الكلام كثير الافعال، لديه جلد على مواصلة العمل لساعات طويلة دون كلل او ملل، وهو من اولئك الرموز القياديين الذين لا يحبذون الحديث عن ذاتهم الشخصية، او استعراض انجازاتهم، بل يميل دوماً الى العمل بهدوء دون ضجيج، عملاً بقوله تعالى: (وقل اعملوا فيسرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وهو مستمع جيد يحترم كثيراً رأي الاخرين، لكنه يرفض باصرار ان تتوه الحقيقة وسط الجدال. وبالتالي فإن كثيرا من قراراته كانت تتبع من هذا الادراك، وكان آخرها قراره الحضاري بمنح المرأة الكويتية كامل حقوقها السياسية، وذلك بعد جدال دام حوالي خمسين عاماً من الاخذ والرد في الاوساط التشريعية الكويتية، وفي المنتديات الشعبية، واللقاءات والحوارات الفكرية التي شملت البلاد كلها. نعود ثانية، فنقول: انه على الرغم من عزوف الشيخ جابر الاحمد عن الاضواء والحديث عن الذات، الا انه بأفعاله وادارته الرشيدة بصفته رئيس دولة، وواحداً من قادة العالم المشهود لهم بالحكمة والموضوعية، ما يجعله شخصية عالمية لها وزنها في المجتمع الدولي. وان سيرته الذاتية تشهد بانجازاته العظيمة منذ ان دخل معترك العمل السياسي والانمائي، وهي انجازات تركت ارثاً حضارياً وموقعاً دولياً مميزاً للكويت وشعبها. فنحن عندما نقرأ السيرة الذاتية للشيخ جابر الاحمد لا نقف امام احداث ومحطات، او قرارات ومراسيم اميرية مر عليها الزمن، انما نقرأ مسيرة وطن وشعب تفاعل، وامتزجت افكاره معه عبر مراحل بناء الكويت ونمائها وتطورها، وعليه فقد جاءت المحصلة النهائية مجتمعاً جديداً حضارياً بكل معطياته ومقوماته، ليصبح اسم لكويت عالياً في سماء الدنيا.. فتح امامها اسواقاً عالمية، واوجد لها موطىء قدم ضمن اقتصاديات الدول الكبرى بصفتها شريكاً فاعلاً ومنافساً بشرف وامانة، وجعل الكويت عزيزة بين الامم، رشيدة في سياستها، حكيمة في علاقاتها. هذا الاساس المكين والبناء المتين الذي اسهم الشيخ جابر الاحمد في ارساء قواعده خلال فترة حكمه وما قبلها. جعلت الدول الكبرى تهب وتسارع الى نجدة الكويت ساعة المحنة، وغدر الاخ العربي، لانه لم يكن هناك ـ لحظتها ـ وجه مقارنة بين نظام ديكتاتوري استبدادي حاكم، ونظام منفتح على العالم الحر، يشاركه افكاره وممارساته الديمقراطية والانسانية، ويسهم معه بقوة وايمان في ارساء دعائم السلام والعدالة الاجتماعية. هذه المسيرة الطويلة التي قطعها الشيخ جابر الاحمد، والتي استمرت زهاء اكثر من نصف قرن، قضى منها حتى الان اثنين وعشرين عاماً في سدة الحكم، ارسى خلالها ـ بلا شك ـ قواعد متينة لدولة عصرية، حافظ فيها على الاصالة والثوابت السياسية والاجتماعية التي انتهجها، وسار عليها الآباء والاجداد، والرعيل الاول من بناة الكويت. في هذه المسيرة النضالية من اجل كويت المستقبل، وما صاحبها من تحولات نوعية في اتجاه الحداثة والانفتاح على العصر، لم يكن الشيخ جابر الأحمد وحده في ساحة النضال، بل ساعدته وآزرته عقول وخبرات اقتصادية وسياسية وطنية وعالمية في ترتيب البيت الكويتي، كانت لحظتها تمثل خلاصة الفكر الدولي والعربي في هذين الحقلين المهمين، بجانب جهود وافكار شباب الكويت الذين قدموا من جامعات العالم حينذاك ليحتضنهم ويدفعم للعمل مع هؤلاء الخبراء العالميين، يستزيدون منهم علماً ومعرفة وخبرة، حتى بات اغلبهم فيما بعد خبراء يقودون مسيرة التطور والبناء في المجتمع الجديد. ولقد اجمع العاملون معه في مجال الاقتصاد والتنمية، والشاهدون على انجازاته من الرعيل الاول من رجالات الكويت، على ان قدرته الفائقة على التحليل بحسه الاقتصادي الفطري، وثقته بنفسه، وثقة كل من الشيخ عبد الله السالم الصباح، والشيخ صباح السالم الصباح الكبيرة فيه ومحبتهما له، هي التي دفعته هذه الدفعة القوية، مما جعل الامور الاقتصادية وغيرها جميعها بيده في ذلك العهد. نأمل ان نكون قد وفقنا في تقديم سيرة حاكم، وشخصية عالمية لها دورها ليس فقط على مستوى بلده الكويت، والعالم العربي فحسب انما تجاوز بفكره وعطائه الانساني حدودهما ليصبح واحداً من ابرز دعاة العدالة الاجتماعية، ونشر الخير على ربوع دول العالم الثالث المحتاجة، وبخاصة الدول الاشد فقراً. مثلما اجمع الكويتيون على حبهم للشيخ جابر الاحمد ليس بصفته حاكماً للدولة فحسب، بل لاحساس مختلف ابناء الكويت بأنه اب عطوف يشارك الجميع الافراح والاحزان، ويوجه لهم النصح والارشاد، ويدعوهم دوماً الى المحبة والتسامح، ونبذ الفرقة والخلاف، والعمل معاً في ظل روح الاسرة الواحدة.. هذه المشاعر الابوية والانسانية المتبادلة بين الشعب والحاكم تجلت في صور عديدة كان آخرها الوعكة الصحية التي ألمت به صباح يوم الجمعة 21 سبتمبر 2001م والتي غطى خبرها على كل الاخبار الساخنة محلياً، وانصرف الشارع الكويتي عن متابعة الاحداث المتلاحقة في واشنطن ونيويورك وكابول والوقوف على التوابع الجديدة للهجوم الارهابي على مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون في الولايات المتحدة. لقد حزنت الكويت يومها، واخذ الشعب الكويتي شيباً وشباباً... رجالاً ونساء يعبرون عن مشاعرهم بمختلف الصور والوسائل، سواء من خلال الكلمة وقصيدة الشعر، ام من خلال الاعلان في الصحف وارسال البرقيات الى مستشفى «كرومويل» في لندن حيث يتشافى الامير. لقد شد المراقبون رسوم رياض الاطفال المعبرة التي جاءت بكل براءة وهي تزف للشيخ جابر الاحمد الشوق والمحبة، وتدعو له بطول العمر والشفاء العاجل، والعودة الحميدة الى ديار الوطن، مثلما شدهم بيانات مؤسسات المجتمع المدني المتمثلة في جمعيات النفع العام، والنقابات العمالية واتحاداتها ومنظمات اصحاب الاعمال وتنظيماتها، والجمعيات التعاونية بمختلف اغراضها، وكذا التكتلات السياسية العاملة في الساحة الكويتية. هذه البيانات التي اجمعت على ان ما تعرض له امير البلاد من طارىء صحي انما تعرضت له الكويت كلها، وحزن له كل مواطن مخلص محب لبلده ولقيادته ونظامه السياسي. من جهة ثانية تلقى نائب الامير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح يومها سلسلة من الاتصالات والبرقيات من عدد من قادة زعماء دول العالم، من بينهم السكرتير العام للامم المتحدة كوفي انان وامين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وامين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جميل الحجيلان يطمئنون فيها عن صحة الامير، ويعربون عن الامل بالشفاء العاجل لزعيم احبه الجميع. «يتبع»[/frame] |
[frame="1 80"]وتأتي العشر الاواخر من شهر رمضان، وعلى وجه التحديد الثالث والعشرين منه، الموافق 8 ديسمبر عام 2001م، ليطل الشيخ جابر الاحمد كعادته على الشعب الكويتي في مثل هذه المناسبة الكريمة ـ لكن هذه المرة بعيداً عن الوطن والاهل ليوجه كلمة الى الشعب الكويتي اكد فيها: ان الكويت كيان واحد.. اليه ننتمي وبه نعتز، وهذا هو مصدر قوتنا وضمان وجودنا، مبشراً مواطنيه بلقاء قريب على ارض الوطن، وموجهاً شكره العميق لكل من رعاه بسؤاله من قادة العرب والمسلمين والعالم اجمع على اختلاف مواقفهم ودولهم.
وفي صباح يوم الثلاثاء 15 يناير 2002م وفي تمام الساعة التاسعة فتحت الكويت ذراعيها ترحيباً بعودة اميرها المعافى، فقد كان يوما تاريخيا من ايام الشعب الكويتي.. يوما له دلالة كبرى على محبة اهل الكويت لأميرهم، حيث زحف ابناء الكويت من كل حدب وصوب لاستقبال قائد مسيرتهم. فجاءت فرحته بلقياهم توازي فرحته بالشفاء من العارض الصحي الذي استغرق 117 يوماً، كانت فيه مشاعر الكويتيين في حالة من القلق والخوف. لقد اصطف جموع الشعب الكويتي منذ الصباح الباكر على جانبي الطريق الممتد من المطار حتى قصر دسمان ـ تحت درجة حرارة متدنية ـ بينهم اكثر من 26 الف طالب وطالبة، وسبعة آلاف مرشدة وزهرة، وخمسة آلاف كشفي وشبل، والفي طالب وطالبة من التعليم الخاص، وعدد من طلبة المعاهد الخاصة وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثلما شارك في تغطية هذه التظاهرة الوطنية اكثر من 300 مصور وفني وصحفي. هذا الزحف البشري اكد من جديد البيعة الثالثة للامير الشيخ جابر الاحمد.. فالبيعة الاولى تمت في 31 ديسمبر عام 1977م بتوليه مهام الحكم اميراً لدولة الكويت. والبيعة الثانية تمت في اكتوبر عام 1990م والكويت تحت نير الاحتلال والعدوان العراقي، حيث جاءت تلك البيعة الشعبية كحالة من الاصرار على رفض كل دعوة الى تغيير النظام السياسي. وحالة من التلاحم والالتفاف حول قائد المسيرة اما البيعة التي تمت صباح يوم الثلاثاء 15 يناير 2002م. فهي بيعة حب ووفاء واخلاص لرائد التحرير والتطوير والبناء والنظام السياسي الذي يعتبر ركنا اساسيا في احكام الدستور الكويتي الصادر عام 1962م. وتأكيداً لهذه البيعة الشعبية عطل مجلس الامة الكويتي جدول اعماله يوم الاثنين 22 يناير 2002م، وفاء وعرفاناً لامير البلاد، وقد وصف النواب هذه الجلسة بأنها جلسة مبايعة وتذكير بمناقب الشيخ جابر الاحمد وما قدمه لبلاده وشعبه منذ توليه المسؤولية عام 1949م وحتى تسلمه مقاليد الحكم وما بعدها. ان مسيرة الشيخ جابر الاحمد ـ كما وقفنا عليها ـ حافلة بالاحداث والانجازات العظيمة تناولها الكتاب بشيء من الايجاز في موقع، وبتفصيل شديد في موقع آخر، ذلك لان طبيعة الحدث واهميته كانت تفرض نفسها، وتلزمنا بمثل هذا الاستطراد. لقد اردنا من هذا الاصدار الا يكون عملاً اعلامياً ودعائياً ـ يمقته الرجل بطبعه ـ بقدر ما اردناه ان يكون مرجعاً علمياً يعين الباحثين والمؤرخين في رصد اهم مراحله واخطرها في تاريخ الكويت الحديث، عاشها الشيخ جابر الاحمد وقادها بفكره وعمله الدؤوب، سعياً وراء تحقيق دولة عصرية.. دولة مؤسسات وسيادة قانون. هذه المسيرة... مسيرة الخير والعطاء التي شارك في قيادتها الشيخ جابر الاحمد رئيسا، فوزيراً، فوليا للعهد، ورئيسا لمجلس الوزراء، ثم حاكماً لدولة الكويت، سيكمل عامه الخامس والعشرين في 31 ديسمبر عام 2002م، وهو في سدة الحكم، يخدم وطنه وشعبه وامته.. ندعو له بدوام الصحة والعافية وطول العمر. نأمل ان يكون هذا الاصدار حافزاً ومعيناً للمفكرين والكتاب لاثراء ما كتب برؤية ومعلومة جديدتين، تضفيان ابعاداً وآفاقاً اوسع، لم نتمكن من التوصل اليها، ونحن نسرد الاحداث التي مر بها الشيخ جابر الاحمد، ونقف عند الانجازات التي صنعها من اجل احداث نقلة نوعية في حياة الكويت والكويتيين. انتهى [/frame] |
[frame="1 80"]أعلن الديوان الأميري في الكويت وفاة أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح فجر اليوم عن عمر يناهز 77 عاما.
وقرأ البيان الذي أذاعه تلفزيون الكويت الرسمي وزير الإعلام أنس الرشيد. وأعلن التلفزيون الكويتي الحداد وقطع بثه وتلا آيات من القرآن الكريم. وأعلن في الكويت الحداد الرسمي مدة 40 يوما وإغلاق الدوائر الرسمية مدة ثلاثة أيام. ووفقا للدستور الكويتي يعلن خليفة الأمير الراحل في غضون ثلاثة أيام، وعادة ما يخلفه ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح. واستبعد مراسل الجزيرة وجود أي مشاكل في خلافته. وتولى الأمير جابر الصباح حكم الكويت في 31 ديسمبر/كانون الأول 1977. ولد الشيخ جابر الصباح سنة 1928، وتلقى تعليمه في مدرسة المباركية بالكويت، وعين حاكما لمنطقة الأحمدي في الفترة ما بين 1949-1950، وتولى قسم المال والأعمال سنة 1959، ليصبح وزيرا للمالية والصناعة والتجارة سنة 1963، وفي سنة 1966 أصبح وليا للعهد، لينتهي إلى إمارة البلاد بعد وفاة صباح سالم الصباح في 31 ديسمبر/كانون الأول 1977. قام الشيخ جابر الصباح بالعديد من الإصلاحات في مجالات الاقتصاد والإسكان والتعليم والصناعة. وبعد انتهاء الغزو العراقي قاد عملية إعادة إعمار الكويت ومحو آثار غزو العراق للكويت عام 1990. المصدر:الجزيرة + وكالات [/frame] |
أنـا لـلـه وأنـا الـيـه راجـعـون
الامـر لـلـه مـن قـبـل ومـن بـعـد |
الف شكر لج Nathyaa
|
اللهـــم.. اغفر للأمير جابر أرحمه وعافهِ واعفوا عنهُ , وأكرم نزلهُ ووسع مدخلهُ
وأغسله بالماء والثلج والبرد , ونقهِ من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيضُ من الدنس , اللهم أوسع عليهِ قبره , وفرش قبره من فراش الجنة , اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرةً من حفر النارِ يا رب العالمين اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه , وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار . اللهم عاملهُ بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله , اللهم أجزهُ عن الإحسان إحساناً وعن الإساءةِ عفواً وغفراناً . اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه يا رب العالمين . اللهم أدخلهُ الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقةِ عذاب اللهم آنسهُ في وحدته وآنسه في وحشته وآنسهُ في غربته , اللهم أنزلهُ منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين . اللهم أنزلهُ منازل الصديقين الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً اللهم أعذه اللهم أعذه من عذاب القبر وجاف الأرض عن جنبيه , اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحةِ والسرور اللهم قِهِ السيئات ( ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته ) اللهم إنه في ذمتك وحبل جوارك فقِهِ فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفرلهُ وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم اللهم اغفر له في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور لهُ فيه , اللهم إن هذا عبدك وابن عبدك وابن أمتك خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبيها وأحبائه فيها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه , كان يشهدُ ألا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك وأنت أعلم به اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزولٌ به وأصبح فقيراً إلى رحمتك وأنت غنيٌ عن عذابه آته برحمتك رضاك وقه فتنة القبر وعذابه وآته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين . اللهم أنقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلى جنات الخلود اللهم ارحمه تحت الأرض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون , اللهم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت على الصراط أقدامه وأسكنه في أعلى الجنات في جوار نبيك ومصطفاك . اللهم اجعل عن يمينه نوراً وعن شمالهِ نوراً ومن أمامهِ نوراً ومن فوقهِ نوراً حتى تبعثهُ آمناً مطمئناً في نورِ من نورك اللهم انظر إليه نظرة رضا فإن من تنظرإليه نظرة رضا لا تعذبه أبداً , اللهم أسكنه فسيح الجنان واغفر له يا رحمن اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم فإنك أنت الله الأعز الأكرم .. اللهم اعف عنه فإنك أنت القائل ( ويعفوا عن كثير ) . اللهم إنه جاء ببابك وأناخ بجنابك , فجد عليه بعفوك وإكرامك وجودك وإحسانك , اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء وهو شيء فارحمه رحمةً تطمئن بها نفسه وتَقَر بها عينه . اللهم احشره مع المتقين إلى الرحمن وفدا , اللهم احشره في زمرة المقربين وبشره بروحِ وريحان وجنة نعيم , اللهم احشره مع أصحاب اليمين واجعل تحيته سلام لك من أصحاب اليمين. اللهم بشره بقولك ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) اللهم اجعله من ( الذين سُعدوا ففي الجنةِ خالدين فيها مادامت السموات والأرض ) , اللهم لانزكيه عليك ولكنا نحسب أنه آمن وعمل صالحاً فاجعل لهُ جزاء الضعف بما عمل واجعلهُ في الغرفات من الآمنين اللهم إنهُ خاف مقامك فاجعل لهُ جنتين ذواتى أفنان بحق قولك ( ولمن خاف مقام ربهِ جنتان ) اللهم إنه صبر على البلاء فلم يجزع فامنحهُ درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب فأنت القائل ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) اللهم إنهُ كان مصلياً فثبتهُ على الصراط يوم تزل الأقدام اللهم إنهُ كان لك صائماً فأدخلهُ الجنةَ من باب الريان اللهم إنهُ كان لكتابك تالياً فشفع فيهِ القرآن وارحمه يا رحمن من النيرآن واجعلهُ يا رحمن يرتقي في الجنة إلى آخر آية قرأها وآخر حرفٍ تلاه . اللهم ارزقه بكل حرفٍ من القرآن حلاوة وبكل كلمةٍ كرامة وبكل آيةٍ سعادة وبكل سورةٍ سلامة وبكل جزءٍ جزاء. اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان , سبحان ربك رب العزةِ عن ما يصفون وسلامٌ على المرسلين , والحمد لله رب العالمين , وصلى اللهم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيرا لاحول ولا قوة الا بالله |
عظم الله اجرك يا اختى
والله يعطيك العافيةعلى هذه الروح والولاء والاخلاص و هذا العمل والجهد ان دل فانه يدل على حبك العظيم لوالدنا والذى زرع فيك جابر الاحمد من خلال مسيرته العظيمة اللى كلها حب وانسانية اتجاهنا والله يا اختى مهما عملنا فلا نجزئ والدنا يارب هذه مسيرته وهذه اعماله بين يديك اللهم يا مجيب الدعاء اللهم أغفر له وتقبله وتجاوز عنه اللهم نقه من ذنوبه وخطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أغسله من ذنوبه وخطاياه بالماء والثلج والبرد اللهم باعد بينه وبين ذنوبه وخطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم أحسن نزله ووسع مدخله واعفو عنه اللهم إني أسألك بمنك وكرمك أن تتغمد الفقيد برحمتك الواسعه وأن تجعل قبره روضة من رياض الجنه وأن تثبته بالقول الصالح اللهم ارحمه في من رحمت وادخله الجنة مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك اللهم انا نسالك بإسمك الأعظم ان توسع مدخله اللهم آنس في القبر وحشته اللهم ثبته عند السؤال اللهم اكفه فتنة القبر اللهم اكفه ضمة القبر اللهم آمــــين .... اللهم آميـــــن __________________ |
اللهم اغفر له
اللهم اسكنه فسيح جناتك الله يرحمه |
ان لله وان اليه راجعوان
الله يرحمه يارب |
الله يرحمه
والف شكر لج مراقبتنا على الموضوع |
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه ، الله يمن كتابه ويسر حسابه وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه ، اللهم نور عليه قبره وأمدد له فيه مد بصره وأجعله أول منازله من الجنة ، اللهم ألهم ذويه الصبر والسلوان وأخلفه في أهله بخير .
وإنا لله وإنا إليه راجعون |
https://www.kwety.net/kwety1/q8/151515.gif ________________________________ https://www.kwety.net/kwety1/q8/111.gif.. الله يرحمــــــــــــــــــــه جنــــــــــــــات الخلد ياااااااااارب وانا لله وإنا إليه راجعووووووون ..https://www.kwety.net/kwety1/q8/111.gif ________________________________ اللهـــم.. اغفر للأمير جابر أرحمه وعافهِ واعفوا عنهُ , وأكرم نزلهُ ووسع مدخلهُ وأغسله بالماء والثلج والبرد , ونقهِ من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيضُ من الدنس , اللهم أوسع عليهِ قبره , وفرش قبره من فراش الجنة , اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة , ولا تجعلها حفرةً من حفر النارِ يا رب العالمين اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله , وزوجاً خيراً من زوجه , وأدخله الجنة , وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار . اللهم لك الحمد ولك الشكر , كما ينبغى لعظيم وجهك وجلال سلطانك , اللهم احفظني بالإسلام قائماً ، و احفظني بالإسلام قاعداً ، واحفظني بالإسلام راقداً ، ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً ، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك https://www.kwety.net/kwety1/q8/111.gifالفقيرة الى الله https://www.kwety.net/kwety1/q8/111.gif ________________________________ https://www.kwety.net/kwety1/q8/111.gif https://www.kwety.net/kwety1/q8/111.gifg6waahttps://www.kwety.net/kwety1/q8/111.gif https://www.kwety.net/kwety1/q8/111.gif |
بسم الله الرحمن الرحيم ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) اللهم اغفر لحبيبنا واسكنه فسيح جناتك اللهم ارحمه وعافه واعفوا عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النايران اللهم افرش قبره بالروح والريحان وأنمه في قبره نوم العروس اللهم أجره من عذاب القبر ومن ظلمة القبر ومن وحشة القبر اللهم آميين اللهم آمين اللهم آميين يا جمااعة محتااج دعائئكم لحد يبخل علييه بالدعااء اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وارْحَمْهُ وعافِهِ واعفُ عنْهُ وأكرمْ نُزُله ، ووسِّع مُدْخلَهُ ، واغسلهُ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ ، ونَقِّهِ من الخطَايا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوبَ الأَبيضَ من الدَّنَسِ ، وأَبْدلهُ داراً خيراً من دارهِ ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجهِ وأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وأعِذْه من عَذَاب القَبْرِ (ومِنْ عَذَاب النَّارِ ) .. « اللَّهم اغفر لِحَيِّنَا وَميِّتِنا ، وَصَغيرنا وَكَبيرِنَا ، وذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ، وشَاهِدِنا وَغائِبنَا . اللَّهُمَّ منْ أَحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه على الإسْلامِ ، وَمَنْ توَفَّيْتَه منَّا فَتَوَفَّهُ عَلى الإيمانِ ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ ».. .. « اللَّهُمَّ إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلان في ذِمَّتِكَ وحَلَّ بجوارك، فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْر ، وَعَذَابَ النَّارِ ، وَأَنْتَ أَهْلُ الوَفاءِ والحَمْدِ ، اللَّهُمَّ فاغفِرْ لهُ وَارْحَمْهُ ، إنكَ أَنْتَ الغَفُور الرَّحيمُ »َ .. ((يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) |
الساعة الآن 08:58 PM |
جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر