الا جابه هو عمر بن الجموح رضي الله عنه
وهاذي نبذه عنه وعن تاريخ اسلاامه واستشهاده رضي الله عنه
هو عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن سلمة من بني جشم الخزرجي الأنصاري، كان سيداً من سادات بني سلمة والأنصار وشريفاً من أشرافهم، اختلف المؤرخون في تاريخ إسلامه، ففي رواية أنه شهد بيعة العقبة، وفي رواية أخرى أنه آخر الأنصار إسلاماً، وأنه كان قد اتخذ في بيته صنماً من خشب يعظّمه، فكان ابنه معاذ، ومعاذ بن جبل، يأخذون الصنم ويطرحونه في القاذورات، وذات يوم علّقوا عليه كلباً ميتاً، فانتبه عمرو لنفسه وأدرك ضلالته، ثم هداه الله وأسلم، وفي ذلك يقول عن الصنم:
تالله لو كنت إلهاً لم تكن --- أنت وكلب وسط بئر في قرن
ثم حسن إسلامه بعد ذلك وكان شجاعاً جواداً كريماً، وكان يولم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند زواجه عليه السلام، روى جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على بخلٍ فيه، فقال النبي عليه السلام: وأي داء أدوى من البخل، بل سيدكم الجعد الأبيض: عمرو بن الجموح.
شهد عمرو بدراً، كما شهد أحداً سنة 3هـ، وفيها ظهرت بطولته، وكان أعرج الساق، وقد قيل له قبل بدء المعركة: والله ما عليك من حرج لأنك أعرج، فأخذ سلاحه وولى وقال: والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، ثم توجه إلى القبلة وقال: اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائباً، ثم أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أُقتل، أأمشي برجلي هذه في الجنة، قال: نعم. فحمل هو وابنه خلاّد على المشركين حين انكشف المسلمون فاستشهدا معاً. وقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (والذي نفسي بيده إنّ منكم لو أقسم على الله لأبره، منهم عمرو بن الجموح، ولقد رأيته يطأ في الجنة بعرجته).
ودفن عمرو مع أخي زوجته عبد الله بن حرام في قبر واحد في منتصف شهر شوال سنة 3 هـ رحمه الله ورضي عنه.