عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2006, 09:12 AM   رقم المشاركة : 3
آسيل5
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية آسيل5






آسيل5 غير متصل

آسيل5 كاتب رائع


افتراضي

[ 21 ] عامل الآخرين بأخلاقك ولا تعاملهم بأخلاقهم..
تمسّك دائماً بمبادئك الراقية وأخلاقك العالية عند تحاورك مع الآخرين ،
ولا تجعل للآخرين مأخذاً عليك في أدبك وخلقك، وإن تجرأ أحدهم وتطاول
عليكَ فلا ترد إساءته بالمثل بل ترفع عن مجاراته في سفهه وضنّ بأدبك
وخلقك عن أن تدنسه بالإساءة إلى من أساء إليك، وتمثل قول القائل:

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً .. بالطوبِ يُرمى فيرمي أطيب الثمر ِ

[ 22 ] تعاهد الآخرين بنصحك..
فإذا رأيت من إحدهم زلة أو خطأ فتعاهده بنصحك، متمثلاً قول الحق تبارك وتعالى
[ بالحكمة والموعظة الحسنة ] ، وابدأ نصحك إياه بذكر ما فيه من خصال
الخير والمعروف ومثمّناً دوره الفعال الذي يقوم به والثغر الهام الذي يقف عليه،
وبيّن له أن النصح لا يعني التقليل من قدره بقدر الحرص على تلافي الأخطاء
أمام الآخرين من قبله، وحتى يثمر هذا التلافي في ازدياد قبول
الآخرين له وترحيبهم بما يقول..

[ 23 ] قلل من عتابك واجعله مقنناً..
وإذا رأيت من أحدهم تصرفاً يستلزم معاتبتك إياه فعاتبه ناصحاً ولا تعاتبه
منتقماً أو شامتاً، واسلك درب العتاب في السر وإياك ومعاتبته أمام الملأ،
ولا تثقل من عتابك له بل عاتبه بالقدر الذي يؤثر فيه دون أن يجرحه، وإذا
رأيت أن المقام يستلزم معاتبة في العلن فليكن ذلك محفوفاً بالتقدير
والاحترام دون أن يتحول إلى تصفية حسابات وتهميش آراء، وتخيّر لكل
شخص الطريقة التي تناسبه، واعلم أن لكل واحد ممن حولك طريقته
المستقلة وذوقه المتفرد في قبول العتاب أو النصح، فضع هذا نصب
عينيك كي لا تحرج مستقبلاً إن رُد عتابك..

[ 24 ] تواصل مع إخوتك واطمئن على أحوالهم..
وذلك بالسؤال عنهم وعن أبنائهم والاطمئنان على صحتهم، وليكن ذلك
بقدر ما بينك وبين أخيك من الود والوئام، فمنهم من يعد غيابك عنه أسبوعاً
واحداً أمراً منكراً، لقوة ارتباطك به، ومنهم من تطول المدة عنده إلى
أسبوعين، ومنهم إلى شهر، ومنهم إلى أكثر من ذلك بحسب علاقتك معه،
ولكن لا تقطع الوصال بالكلية واجعله مستمراً وإن قلّ، واحرص إذا قرأت
خبراً عن أخيك على أن تراسله وتهنئه إن كانت تهنئة أو تعزيه إن كانت
تعزية، فسيبقى موقفك محفوراً في ذاكرته لفترة طويلة ولن ينساه لك..

[ 25 ] اكتب رأيك الصريح ولا تتبع الآخرين في آرائهم..
وإذا أردت المشاركة في قضية معينة ووجدتَ أن بعض من تقتدي بهم
في كتاباتك قد خالفوك في رأيك فلا تنحني وتوافقهم في أقوالهم إن
لم تقتنع بها تمام الإقتناع، فلا ممانعة من أن تستمر الأخوة بينك وبينهم
وإن اختلفت آراؤكم..

[ 26 ] راع ِ نفسيات الآخرين وابتعد عمّا يكدرهم..
وإذا قرأت لأحد إخوتك أو أخواتك رداً أو موضوعاً ولمستَ فيه نبرة معينة
فمن اللائق ألا تغيّر دفة الموضوع وتؤثر سلباً على كاتبه، فموضوع كموضوع
العزاء لا يليق إطلاقاً أن تضع فيه ابتسامة أو تتحدث بحديث لا صلة له
في العزاء، وذات الحال ينطبق في مواضيع التهنئة فلا يليق أن تتضمن
أخباراً غير سارة أو تتضمن خلافات تشغل الرأي العام عن المغزى
الأساسي لكتابة الموضوع، فلكل موضوع وضعه المستقل
المتأثر - في الغالب - بنفسية الكاتب..

[ 27 ] كن وسَطاً في تواجدك وكتاباتك..
وسطية التواجد تعني الحضور في المواطن التي يُستحسن الحضور فيها،
كسائر المواضيع النافعة، وكمواضيع الأعضاء الخاصة بهم من تهنئة أو تعزية
ونحو ذلك، وفي الجانب الآخر التقليل أو القطع من التواجد في المواضيع
الغير لائقة بأصحاب المروءات العالية، كالمواضيع التي تتحدث عن بعض
الاهتمامات الدنيئة أو التي يكتبها من لا يريد من ورائها إلا إثارة الآخرين
وجعلهم يتطاولوا عليه..
ووسطية الكتابة تعني الحرص من قبل الكاتب على تحري المواضيع الواقعية
التي تمس المجتمع بصورة مباشرة، بعيداً عن المواضيع التي لا يُناسب
طرحها إما لدنوها أو لعلوها عن شريحة القراء الكرام، وسبق أن أشرنا إلى
أنه لا ينبغي كتابة كل ما يعرفه المرء، إنما يكتب ما يرى الحاجة تدعو إليه،
وسطاً بين تحرر غير مقبول وتشدد غير مبرر..

[ 28 ] ابذل خدمتك للآخرين بما تستطيع..
وإذا رأيت بأن أحد الأعضاء أو الزوار بحاجة إلى خدمة ما، سواء كانت في
الشبكة العنكبوتية أو في الحياة العامة وبمقدورك تلبيتها له فلا تبخل
عليه بذلك، بل اخدمه بقدر ما تستطيع وكن سبباً في تحقيق مبتغاه
ورسم البسمة على محياه، وتأكد أنك كما تخدم الآخرين فستجد من
يخدمك ويمد إليك يد العون والمساندة إذا احتجت إلى ذلك، وتذكر أن
المجتمع إنما بُني على خدمة الناس بعضهم لبعض
[ كالبنيان يشد بعضه بعضاً ] ..

[ 29 ] إياك والمنّ على من قدّمت له معروفاً..
وإذا قدمت لأحد معروفاً أو أسديت إليه خدمة فلا تنتظر منه الشكر، وإياك إياك
أن يوسوس لك الشيطان فتتحدث بتفضلك وتكرمك على من أحسنت إليه،
فهذه صفة ذميمة تهدم كل ما بنيته ولا تحفظ لك حمداً ولا شكوراً، بل اعمل
المعروف مخلصاً فيه لوجه الله ومحتسباً خدمة أخيك المسلم، واترك المنّ
والأذى كليّاً، واحرص على ألا يظهر من كتاباتك أو ما تتضمنه من إشارات
ما يوحي لمن أحسنت إليه بأنك تمنّ عليه بما قمت به..

[ 30 ] تذكر أن دعاء المسلم لأخيه في ظهر الغيب مستجاب فادعُ لإخوتك..
ولا تنسى إخوتك وأخواتك من صالح دعواتك كلما تذكرتهم، في صلاتك
وسجودك، وعند إفطارك إذا صمت، وفي سفرك، وبين الأذان والإقامة،
وفي سائر الأوقات التي تدعو فيها، فلهم حق الأخوة عليك، ولا شك أنك
قد استفدت من أحدهم وتعلمت من الآخر وصححت بعض أفكارك من الثالث،
فاشملهم جميعاً بدعائك الصادق أن يحفظهم الله ويبارك لهم في أوقاتهم
وأعمارهم وأعمالهم وأموالهم وذرياتهم وأزواجهم ويغفر لهم ولوالديهم..
وكاتب هذه الأسطر أيضاً يطلب منك الدعاء له ولوالديه فلا تنسى
أخاك هادئ الطباع ووالديه من صالح دعائك..

وختاماً أحبتي الكرام..
وفي نهاية الموضوع أعتذرُ بالنيابة للأطالة .. لكنهُ يستحق .