في دراسة أعدها طلاب مدرسة المحمود للتعليم الثانوي بكلباء، حيث قاموا بعمل استبيان وتوزيعه على مجموعة من المعلمين والطلاب حول طبيعة العلاقة الحوارية بينهم حيث تم تطبيق الاستبيان على عشرين معلماً وطالباً وشمل الاستفسارات التالية: هل يتسم الحوار بالجدية بين الطلبة، هل ترجع جدية الحوار إلى جدية الموضوع الذي تتم مناقشته، وهل المستوى التعليمي والفكري للطالب المحاور يؤثر في جدية الحوار أو الاحترام المتبادل بينهم اثناء الحوار، وهل مضمون الموضوع المناقش يؤثر في حديته من عدمها، وهل الحوار غير الجدي يستفاد منه، وجاءت النتائج على ان اسباب عدم جدية الحوار بين الطلاب والاحترام المتبادل بينهم في الآراء التالية: عدم وضوح الافكار في كثير من الموضوعات، الرغبة في اثبات الذات على حساب الموضوعية العلمية، والافتقار إلى الثقافة، وعدم الالمام بأفكار كافية لمناقشة الموضوع، وافتقار الطالب لمهارات الحوار، وعدم المبالاة في أخذ الأمور بعين الاعتبار·
وفي الحوار بين الطالب والمعلم تشير الدراسة على ان كثيرا من المدرسين يشتكون من نوم بعض الطلاب اثناء الحصة وعدم انضباط البعض الآخر خلال الدرس وهناك اسباب عدة لهذه التصرفات ومنها ما تتعلق بالطالب وأخرى ما تتعلق بالمعلم وهي: الاسباب المتعلقة بالطالب، فيعيش الطلاب هذه الايام عصر التكنولوجيا والتقدم العلمي في كافة المجالات، بالعالم اصبح قرية واحدة والطلاب يجيدون استخدام الحاسب الآلي ويبحرون في شبكة الانترنت ولا يخلو بيت من التلفاز والفضائيات وكل هذه الاشياء اسلحة ذات حدين، فاذا احسن الطالب انتقاء ما يشاهده عاد عليه ذلك بالنفع اما اذا اساء الاختيار فهو يجني على نفسه ويؤثر عليه سلباً ويجعله في اعداد المتخلفين دراسياً، وكثيراً ما يسهر الطلاب امام الانترنت، أو القنوات الفضائية ويأتون في اليوم التالي للمدرسة وهم يشعرون بنعاس شديد، اما السبب الثاني فهو عدم اشراف الاهل على ابنائهم وعدم رعايتهم الرعاية الصحيحة لهم، فالطالب الذي يتسكع في الشوارع ليلاً أو يمضي ليله في المطاعم والمقاهي وأماكن اللهو سيحضر إلى المدرسة مرهقاً وبالتالي النوم اثناء الحصص، ولو كان الاهل عالمين بحال ابنائهم لانعدمت هذه الظواهر السلبية·
أما الأسباب المتعلقة بالمعلم فهي متعددة أولا الإدارة الصفية، ان إدارة الصف فن قائم بذاته فاذا استطاع المعلم ان يدير صفه بشكل جيد عاد عليه وعلى طلابه بالنفع والفائدة، والإدارة الصفية تنحصر في عدة أمور منها شخصية المعلم داخل الفصل وحسن تصرفه مع طلابه ومخاطبتهم بالالفاظ التي تليق بهم والابتعاد عن الالفاظ النابية، وكذلك تمكن المعلم من مادته، وهذا مما لاشك فيه الاثر الكبير في اراحة نفس الطالب واثراء عقله بالمعلومات مما يزيد ثقتهم في معلمهم· كما ان توزيع الاسئلة في الفصل ومراعاة الفروق الفردية وهذا ايضاً له دور كبير وفعال في شدة انتباه الطالب للدرس وعدم النوم والكسل، وبالتالي يتحفز الطالب دوماً ليرد على اسئلة المعلم، وكثيراً ما نسمع كره الطلاب لهذه المادة وحبهم لاخرى، وهذا كله يعود إلى اسلوب المعلم في التدريس وعنصر التشويق في العملية التعليمية وعدم التلقين، فالمعلم الناجح هو الذي يجعل الطلاب متعلقين به وينتظرون حصته بفارغ الصبر، وهناك بعض النقاط التي ذكرتها الدراسة تفيد في ايجاد علاقة طيبة بين الطالب والمعلم منها، المعاملة الطيبة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم) واشعار الطالب بانه بحاجة إلى الارتباط بالمعلم، والتزام المعلم بخط واضح في معاملة الطالب، وتركيز وسائل الإعلام على دور المعلم الرائد، وجود علاقة بين البيت والمدرسة، وتوفير مناخ ملائم للطالب في الفصل لتقبل المعلومات بصدر رحب، وعن بعض الاسباب التي تؤدي إلى الخلل في الحوار بين الطالب والمعلم فتؤكد على ان محاباة المدرس لبعض الطلاب أو حرمان البعض من حقهم في الدرجات، وقسوة المعلم بسبب كرهه للفصل نتيجة لحدوث مشكلة مع طالب فينعكس ذلك على الصف·
14-04-2005, 02:10 PM
دراسة تربوية خليجية
المواضيع المتشابهه
