[frame="4 80"]السلام عليكم
قصر جبرين: رحلة حضارية عبر التاريخ العماني القديم
قصر جبرين يعد تحفة معمارية فريدة لما يحتويه من فنون الزخرفة الرفيعة الشاهدة على مهارة العماني في العصور القديمة.
اشتهر أهل عمان ببناء القلاع والحصون والابراج والاسوار المنتشرة في كافة مناطقها والتي تعد شاهدا حيا على الرقي الحضاري الذي وصلت اليه خلال مختلف العصور التاريخية.
فقد بنى بعضها ما قبل الاسلام مثل قلاع بهلا والرستاق ونخل والبعض الاخر في عهد اليعاربة في القرن السابع عشر الميلادي مثل قلعة نزوي وحصن جبرين.
ويعد قصر جبرين التحفة المعمارية الفنية واحدا من اهم المعالم المعمارية في سلطنة عمان لما يحتويه من فنون الزخرفة الفنية الرفيعة والتي تشهد على مهارة الانسان العماني قديما.
ويقع الحصن في ولاية بهلا، ويبعد عن العاصمة العمانية مسقط 220 كم، وقد قامت وزارة التراث والثقافة في بداية التسعينات بترميمه تحت ادارة المهندس الايطالي اينريكو ديريكو بالاضافة الى تأثيث مجالسه الداخلية مما جعله متحفا يزوره العمانيين والسياح معا.
وبني قصر جبرين عام 1678 وهو يقع في واحة نخيل صغيرة ويطل على السهل الواسع المحيط به عند نهاية سلسلة الكبرى من الجبل الاخضر وفي جانبه بلدة صغيرة تبعد بضعة كيلومترات عن الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة بهلا بولاية عبري.
وبني القصر، الذي استمر بنائه حوالي 30 عاما، من حجارة كبيرة الحجم من الحجر الرملي الرمادي القاتم تكسوها طبقة سميكة من الرمل وله شكل متوازي الاسطح وارتفاعه يتراوح ما بين 16 الى 22 مترا. ويتكون ويتكون القصر من ثلاثة الى خمسة طوابق حسب ارتفاعه في الكتلتين المختلفتين وعدد غرفه تصل الى 55 غرفة ومن اهمها قاعة شمس والقمر وجناح الامام وجناح النساء بالاضافة الى قاعات استقبال.
ويقول المؤرخون ان الامام بلعرب بن سلطان اليعربي اقام في قصر جبرين كلية علمية فيها علماء ومدرسون لهم رتب وكان يمنح طلابها مكافآت لحثهم على الدراسة والتفوق وهم يدرسون الآداب والحقوق والفقة والتاريخ وعلم الفلك بالاضافة الى دراسة التنجيم والطب والكيمياء.
تاريخ الحصون
ويعود تاريخ الحصون والقلاع في عمان إلى خمسة آلاف سنة، وعادة ما يكون الحصن مركزا السلطة ومعقل الهجرة او المجتمع بالاضافة الى أنها مقر للوالي او الحاكم المحلي والشيخ.
ويرى المراقبون أن الحصون تعكس روح الكفاح والابداع فيما هو قائم بكل ارجاء سلطنة عمان كما انها تمثل نظاما دفاعيا فريدا ابتكره العمانيون وطوروه في عهود متعاقبة وحققوا من خلاله انتصاراتهم الباهرة على كل الغزاة.
واصبحت الحصون حاليا تشكل مناظر خلابة تزين صفحة الارض ولكنها كانت في الماضي تؤدي مهمات حيوية للدفاع او التحذير اثناء فترات الاضطرابات وهي تقف الان بمثابة شاهد حي على عراقة التاريخ.
وتمثل الحصون والقلاع بفنها المعماري وبما شهدته من احداث رموزا حية وملهمة تذكر بتاريخ أمة عريقة كما انها تعد مزار سياحي للسياح من مختلف انحاء العالم.
وعمدت سلطنة عمان خلال السنوات الماضية الى ترميم اكثر القلاع والحصون اهمية معتمدة على الاساليب القديمة والمواد نفسها التي اعتمدها بناؤوها .[/frame]
21-08-2005, 11:53 PM
المواضيع المتشابهه
