الرئيسية     | الشروط والقوانين  | سياسة الخصوصية | اتصل بنا | الأرشيف |  RSS
  

 

يمنع منعا باتا وضع موضوع إعلاني

 


العودة   منتدى الشبكة الكويتية > القـســـــــــم الثـقافــي > منتدى الطب و الصحه

منتدى الطب و الصحه كل ما يخص بصحة الانسان والادويه , والنصائح الطبيه

 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2005, 01:16 PM
الصورة الرمزية توفيق
توفيق توفيق غير متصل
عضو محترف
 




توفيق كاتب جديد
افتراضي ": حقائق فظيعة ومخزية !! ( 2 )

ثمَّ مرّةً أخرى ينقلُ لنا ابنُ بجادٍ ما فعلهُ جهيمانُ في الحرمِ ، ممارساً طعناتهِ المعتادةَ في أصدقاءِ فكره الماضينَ ، فيقول:

" لقد أعادَ ذلك الخطابُ الدينيُّ إنتاج نفسهِ ، ليخلقَ جيلاً جديداً من الصادقين في تطبيقهِ ، من أولئك الذين لم تكنْ لديهم أيّة امتيازاتٍ اجتماعية أو سياسيةٍ تجعلهم يغضون الطرفَ عن التناقضِ بين النظريةِ والتطبيقِ ، ومع شروقِ شمسِ اليومِ الأوّلِ من شهرِ اللهِ المحرّم عام ألف وأربعمائةٍ خرجت علينا جماعةُ جهيمان العتيبيِّ في الحرمِ المكّي الشريفِ ، لتنتهكَ الشهرَ الحرامَ والبلدَ الحرامَ ، لا تأثّراً بفكرٍ دخيلٍ وخارجيٍّ ، ولكنّهم تخرّجوا من جديدٍ على يدِ كبارِ علماءِ الخطابِ الدينيِّ الآنفِ الذكرِ ، فاستحلّوا دماءَ المسلمين في البلدِ الحرامِ وبين الركنِ والحطيمِ ، كل هذا وهم يحسبون أنّهم يجاهدون في سبيلِ اللهِ وأنّهم يحسنون صنعاً !! " .

إذن — أيّها المُحلّلُ الفريدُ — فإنَّ المُشكلةَ تكمنُ في الخطابِ الدينيِّ وليس في فكرٍ وافدٍ .

إنّهُ خطابٌ دينيٌّ كان ابن بجاد يحسنهُ تماماً ، بل وينشرهُ عبرَ توزيع كتب جهيمانِ ، وكانَ يفرحُ فرحاً شديداً إذا وجدَ كتيّباً أو وريقاتٍ كتبها جُهيمانُ ، فيقومُ بنشرها وتوزيعِها ، ضارباً عرضَ الحائطِ بكلامِ كبارِ العلماء الذين مازالوا ينهون عن تتبّعِ تلكَ الأسفارِ ، ويحرّمونَ ذلك الغلوَّ .

خطابٌ دينيٌّ متشنّجٌ ، كان الأستاذُ يُوالي عليه ويُعادي ، فهو يقولُ بكلِّ فخرٍ : " كم طالبٍ علمٍ حصرناهُ في المجلسِ حتى يُقرَّ بتكفيرِ الدولةِ ، أو أغلقنا عليهِ الحججَ في المكتبةِ ، حتى يُقرَّ بتحريمِ المدارسِ والوظائفِ ! " .

وليسَ للآخرِ مجالٌ أو عُذرٌ عند الأستاذِ قديماً أو حديثاً ، فالطبعُ يغلب التطبّعَ ، بل هوَ واللهِ المرضُ النفسيُّ المتأصّلُ .

وهنا يؤكّدُ ابنُ بجادٍ أنَّ جُهيمانَ كان صادقاً في التطبيقِ ، بينما كانَ كبارُ العلماءِ وأئمّةُ العلمِ في ذلك الوقت من الكاذبينَ !! .

العلماءُ الذين وقفوا مع التوسّطِ والعدلِ ونبذِ العنفِ والغلوِّ كاذبونَ أدعياءُ ! ، وأمّا جهيمان فهو صادقٌ !! .

العلماءُ الذين بذلوا الوسعَ واستفرغوا الجهدَ لتجنيبِ الأمّةِ الويلاتِ والتشعّثَ والتفرقةَ = خونةٌ ، لأنَّ لهم امتيازاتٍ اجتماعيةً أو سياسيةً .

تبسمت كثيراً وأنا أقرأ هذه العبارةَ ، فهي إسقاطٌ نفسيٌّ من عمق الماضي ، فقد كان ابن بجاد يشبعُ العلماءَ سبّاً وشتماً وتخويناً وما زال كذلكَ ، بل ربما ألزمهُ صديقُ الصبا محمد الـ ... (أبو حاتم) بتكفيرِ بعضهم ، ولم يكنْ ابنُ بجادٍ متورّعاً عن تكفيرِ أحدٍ .

" المهدي محمد بنُ عبد اللهِ القحطانيِّ — الذي قُتلَ في حادثةِ جُهيمانَ - رُفع للسماءِ كما رُفعَ عيسى ابنُ مريمَ — عليهُ السلامُ - ! أو خرجَ من المجاري وهربَ لليمنِ ، ومازالَ يحملُ رشاشاً في إحدى مغاراتِ اليمن " .

هكذا يكرّرُها ابنُ بجادٍ ، وقد سمعتُها واللهِ كثيراً من رِفاقهِ وأصدقاءِ دربهِ ، بل كانَ ابنُ بجادٍ يحتدُّ ويغضبُ على من يُخالف هذه الأضحوكةَ والسخافةَ ، ويطعنُ في العلماء الذين كذّبوا المهديَّ المذكورَ .

ولا أدري هل نزلَ المهديَّ أم مازالَ في السماءِ ؟ ، ومتى ينزلُ من الجبالِ ويتركُ المغارات والأحراشِ ويلقي الرشاش !؟ .

وقد صدقَ القائلُ قديماً : الجنونُ فنونٌ ! ، فهل رأيتم جنوناً — بعد جنونِ الرّافضةِ — كجنونِ عبدِ اللهِ بنِ بجادٍ ، فهل ثمّةَ عاقلٌ يقولُ بقولهِ هذا ، أو يُفكّر فيهِ ولو للحظةٍ سريعةٍ ؟! .

وكلما قرأتُ مقالاً لابنِ بجادٍ ترحّمتُ وترضّيتُ على الإمامِ ابن عساكرٍ — جادَ اللهُ ثراهُ بمزونِ الرّحمةِ - ، فكم كانَ مُصيباً لمّا قالَ في شأنكَ وشأنِ أمثالكَ : " اعلمْ يا أخي - وفقني اللهُ وإيّاكَ لمرضاتهِ وجعلني وإيّاكَ ممّن يخشاهُ ويتقيهِ حقَّ تُقاتهِ - أنَّ لحومَ العلماءِ مسمومةٌ وعادةُ اللهِ في هتكِ أستارِ منتقصيهم معلومةٌ ، وأنَّ من أطلقَ لسانهُ في العلماءِ بالثلبِ بلاهُ اللهُ قبلَ موتهِ بموتِ القلبِ .. " .

ولو لم يكنْ من آيةٍ على صحّةِ هذه العبارةِ من كلامِ الإمامِ ابنِ عساكرٍ ، إلا ابن بجادٍ وأمثالهِ ، لكفى بها دليلاً على صدقهِ ، فقد سقطَ ابنُ بجادٍ صريعاً في الدّنيا نتيجةً لإطلاقِ لسانهِ في الأئمّةِ وأهلِ العلمِ ، ولم يسلمْ منهُ الماضونَ بلهَ المعاصرينَ ، فإنَّ ابنَ عساكرٍ — رحمهُ اللهُ — كانَ متهماً عند ابنِ بجادٍ أصلاً !! ، فقد كانَ يعتبرهُ أشعرياً مُحترقاً !! .

ونجدُ أنَّ الأستاذَ يؤكّدُ مرّةً أخرى على تجريمِ ذلك الخطابِ الدينيِّ ، فيقول :

" وبقي الخطابُ ذاتهُ مستمرّاً يقودهُ ويمثّلهُ متنفذّونَ نفعيّونَ لا يشعرونَ بأيِّ حرجٍ في تناقضِ النظريةِ والتطبيقِ لديهم لتستمرَّ السلسلة ومضتِ السنواتُ حتّى خرجَ من أبناءِ الوطنِ من يملؤهُ تفجيراً وخراباً ودمارا ً، في العليا وفي الخبرِ وفي الرياضِ ، ونحن نعالجُ الظاهرةَ ونتركُ الجذرَ ، نشتمُ النتيجةَ ونُبرئُ المقدمةَ ، نلهثُ في محو الهامشِ ونتركُ المتنَ ، فهل نمتلكُ الشجاعةَ الكافيةَ لنعترفَ أننا بحاجةٍ لمراجعةٍ كلِّ شيءٍ ، وخصوصاً خطابُنا الدينيُّ المنتشرُ في المساجدِ والمدارسِ ووسائلِ الإعلامِ وبعضِ المؤسساتِ الرسميةِ ! " .

أتعجّبُ منكَ يا أستاذُ وأنتَ تشتدُّ على من سمّيتهم بـ " متنفذون نفعيون لا يشعرون بأي حرجٍ في تناقضِ النظريةِ والتطبيقِ لديهم " ولكن من هم ؟ ، لقد حدّدتهم بكل جسارةٍ وصفاقةٍ بقولكَ : " المساجدِ والمدارسِ ووسائلِ الإعلامِ " .

فمن هو الرئيسُ العامُ للمناهجِ في بلادِنا ! . ومن هو الرئيسُ العامُّ للشؤونِ الإسلاميةِ في بلادِنا ! . ومن هو الرئيسُ العامُّ للإعلامِ في بلادِنا ! .

هل تجدُ جرأةً هنا ، كما وجدتها في إطلاقِ لسانكَ دونَ حدٍّ أو قيدٍ في شرعِ اللهِ تعالى ؟ ، أم أنَّ الخوفَ والتملّقَ يحولُ دونكَ ودونَ ذلك ؟! ، أفلا خشيتَ اللهَ واتقيتهُ وكففتَ لسانكَ سابقاً ولاحقاً عن أوليائهِ وأنصارِ دينهِ ؟! .

لماذا لا تكونُ صريحاً — يا ابنَ بجادٍ — وتقولُ : أنَّ الذين فجّروا في العليا في عام 1416 هم من أقربِ النّاسِ إلى قلبكَ ، وكنتَ ترتبطُ معهم بعلاقةِ ولاءٍ وصداقةٍ كبيرة ، بل كنتَ تُباركُ فكرهم وعملهم ، وتدعو لهم ليلَ نهارَ ، وتحثُّ الشبابَ على فعلِ المزيدِ من هذه العملياتِ التفجيريّةِ وأن يلتحقوا بركبِ الشهداءِ .

هل تستطيعُ أن تنكرَ شيئاً من هذا ؟ ، ألم يكنْ عامّةُ أهلِ العلمِ في تلك الفترةِ يحرّمونَ مثلَ هذه الأعمالِ ، ويُجرّمونَ من يقومُ بها ، بينما كنتَ أنت ترى أن الذي يُفتي بحرمتِها فهو مرتزقٌ منافقٌ عميلٌ ؟ .

ألم تكنْ تلكَ التفجيراتُ وما حصلَ بعدها من تفجيراتٍ وقوائمَ ، هي من إنتاجِ أصحابك ورِفاقكَ ومنتهجي أسلوبكَ وفكركَ ؟ ، هل نسيتَ أنَّ أبا مصعبٍ التهاميِّ — أحدُ المفجّرينَ في العليا سنة 1416 — دخلَ على زوجِ أختهِ في قاعةِ الاحتفالاتِ في ليلةِ عرسهِ ، وقام بإطلاقِ النّارِ عليهِ لأنّهُ تصوّرَ مع أختهِ ؟ والتصويرُ عندكم — حينها - جريمةٌ لا تقلُّ عن الشركِ باللهِ ، وتحوّلَ العرسُ إلى دموعٍ ودماءٍ ، وسُجنَ صاحبُكم على إثرها ! .

هل نسيتَ — يا ابنَ بجادٍ — سعود القرشيِّ ، سعود العتيبي ، إبراهيمَ الريّس ، سلطان بن بجاد ، والدخيل ، وغيرهم من قائمةِ المطلوبينَ ، ألم يكنْ هؤلاءِ يُحرّمونَ المدارسَ ، ويكفّرونَ الدولةَ ، ويتهمونَ العلماءَ بالعمالةِ والخيانةِ ، أو باختصارٍ : كانوا على نفسِ منهجكَ القديمِ وطريقتكَ ، بل كانوا من أخلصِ أصدقائكَ وأكثرهم قرباً منكَ ، فقد كانوا في وادٍ ، وأهلُ العلمِ قاطبةً في وادٍ آخرَ .

هل نسيتَ أنَّ مجموعةً كبيرةً من أصحابكَ وجلسائكَ ، حُكمَ عليهم بالسجنِ لمدّةٍ تصلُ إلى 15 عاماً ، بسببِ إنشائهم جماعاتٍ تُخططُ للسطوِ على بعضِ البنوكِ ، والقيامِ بأعمالٍ تخريبيّةٍ ، وهذه المجموعةُ كانتْ تستلهمُ منكَ ومن النقيدانِ والذايديِّ والدينيِّ وآخرين = النصيحةَ والإرشادَ والدعمَ الشرعيَّ ، ولم تكنْ تبخلُ عليهم بشيءٍ ، بل كنتَ تفتي لهم ، وتغرفُ فتاويكَ من بحرِ الغلوِّ والتطرّفِ ، حتّى كُشفَ أمرهم ، وتمَّ عقابُهم وسجنُهم ، بينما فررتَ أنتَ إلى الخارجَ !! .

لا أريدُ أن أذكرَ لكَ أسماءِ هؤلاءِ لأنَّ كثيراً منهم عادَ إلى رُشدهِ وصوابهِ ، وهم شهودٌ على غلوّكَ وضلالكَ ، وأنتَ تعرفُ أسمائهم كما تعرفُ نفسكَ وذاتكَ .

وقد قرّرَ الأستاذُ في مقالةٍ أخرى وبصراحةٍ أنَّ مسؤوليةَ التفجيرَ تقعُ على العلماءِ والسياسيين ، فقال في مقالةٍ بعنوانِ "محرقةِ التكفير " نُشرتْ في جريدةِ الوطنِ :

" إلى متى لا نعي أننا يجبُ أن نغيّر ، يجبُ أن نصلحَ ، يجبُ أن نهزّ البنيةَ المتخلفةَ التي أنتجت مثل هذا الانقلابِ الصاخبِ من جذورِها على كل المستوياتِ ، بدءاً من المستويين الدينيِّ والسياسيِّ ،لأنّهما — تحديداً - الأكثر مسؤولية عمّا جرى " . الأستاذُ يقرّرُ هنا أنّهُ يجبُ عليهِ وعلى حملةِ فكرهِ أن يهزّوا البنيةَ المتخلفةَ ، بدءاً من المسؤولين الدينيينَ والسياسيين .

وكما تعوّدنا من ابنِ بجادٍ في الماضي أنّهُ يُقحمُ جهلهُ في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ ، مُعتقداً أنّهُ يملكُ من الأهليّةِ ما تجعلهُ المُجتهدَ الأوحدَ ، ومالكَ الحقِّ في الحكمِ على تصرّفاتِ العبادِ ، فإنّهُ الآن يعتقدُ في نفسهِ الصلاحيةَ المُطلقةَ للكلامِ على أحوالِ المُجتمعِ وأحداثِ العصرِ ، تلكَ الأحداثُ التي شاركَ في صنعها بفكرهِ ، بمجهودهِ ، بعملهِ ، برفاقهِ ، بل كانَ يوماً من الأيامِ يُخطّطُ لنقلِ التجربةِ إلى الخارجِ ، ولا أظنّهُ ينسى قصائدهُ الكثيرةَ في مدحِ أحداثِ الجزائرِ ، والتشوّقِ للسفرِ إلى هناكَ ، هذا عدا عن جمعِ التبرّعاتِ لهم في المساجدِ .

مع الأسفِ — يا ابنِ بجادٍ - أن المسئولين لم يستجيبوا لك حتى الآن ! ، فمكانك المناسب هناك ، في هرمِ التعليمِ لتصلحَ المناهجَ — يا ذا الشهادةِ المتوسطةِ ومُحرّمِ التعليمِ - ، أو هرمِ المؤسّساتِ الدينيةِ ، لتصلحَ الخطابَ الدينيَّ في المساجدِ والفتاوى — يا من كنتَ ترمي العلماءَ بالنفاقِ والتزلّفِ والتحالفِ مع الدولةِ - ، أو مكانك في أعلى هرمِ الإعلامِ ، لتصلحَ الخللَ في الكتبِ والمجلاتِ الدينيةِ — يا من كنتَ تُخطّطُ لتفجيرِ مبنى الإعلامِ ويا من فجّرتَ وأحرقتْ محلاّتِ الفيديو ! - .

أو أنَّ مكانك هناك في أعلى الهرمِ ، ليتحقّقَ لك حلمك في استتابةِ من كان ينتقصُكَ لأنك لم تتمَّ دارستك ، أو يحقرك لأفكاركَ التي لم تتحملها وانقلبتْ عليها سريعاً ، أو يلومك لأنّك لم تفهمْ دينكَ حقَّ الفهمِ ، أو أولئك الذين مزّقوكَ على أعمدةِ الصحفِ ، لمّا شاركت في تمزيقِ الوطنِ وتدميرِ مكتسباتهِ .

وننتقل لمقالة أخرى لفيلسوفِ العنفِ ، حيث يطالعنا في مقالة أخرى بعنوانِ " القابلية للعنفِ " في جريدةِ الرياضِ ، حيث يؤكّدُ على أنَّ سببَ العنفِ الثقافةُ المحليّةُ فيقولُ :

" لماذا العنفُ !؟ ، سيقولُ البعضُ : بسببِ الظلمِ الخارجيِّ ، ولكنّنا لا نستطيعُ أن نقتنعَ بذلك ونحن نرى الكونَ كلّهُ من حولنا مليئاً بالظلمِ الخارجي ، مما يطرحُ سؤالاً لا يقل أهمّيةً عن سابقهِ ألا وهوَ : لماذا لم يحدثْ عندهم ما يحدثُ عندنا ؟ ، ولماذا نحنُ فقط الذين نجدعُ أنوفنا نكايةً بالخصمِ !! ، لماذا نحن فقط نحرقُ أوطاننا ، ونفجّرُ وحدتنا ، ونفرّقُ كلمتنا ، ونمنح الذرائعَ تلوَ الذرائعِ لكلِّ غريبٍ قويٍّ متربّصٍ بنا ؟؟ ، أحسبُ أنَّ شيئاً من تلمّسِ الجوابِ يكمنُ في القابليةِ للعنفِ في ثقافتنا المحليّةِ ، حيثُ تختلطُ الأفكارُ الصحيحةُ بالسقيمةِ ، ببعضِ الموروثاتِ الشعبيةِ إضافةً لبعضِ المعطياتِ السياسيةِ ، لتعطينا مزيجاً متداخلاً وغريباً ، يمتلكُ أكثرَ من غيرهِ مكانَ الصدارةِ في قيادةِ أفكارِنا وتحرّكاتنا ومواقفنا. "

يا للعجبِ ! ، كأنَّ ابنَ بجادٍ يحملُ مرآةً تعكسُ صورتهُ في مقالاتهِ ، فهو لا يعرفُ إلا فكرهُ وصورتهُ السالفةَ الماضيةَ ، وجميعُ مقالاتهِ إسقاطٌ لرؤيتهِ الماضيةِ على الحالِ الحاضرةِ ، فيُعمّمُ صورتهُ القبيحةَ الشاذةَ الماضيةَ ، على صورِ النّقاءِ والطّهرِ الحاضرةِ ، زاعماً أنّها ستئولُ إلى نفسِ النتيجةِ التي آلَ إليها رِفاقهُ وأصدقائهُ الغالينَ ! .

ومرّةً أخرى يحاولُ الأستاذُ الخروجَ من قمقمِ الماضي ووحشتهِ ، إلى سرابِ المستقبلِ والحلمِ الشمشونيِّ .

يُريدُ منّا أن نجدعَ أنوفنا لنصدق أنهُ وطنيٌّ مخلصٌ ! ، وأن نسملَ أعيُننا لكي لا نرى حرقهُ للوطنِ ومُقدّراتهِ وشبابهِ .

هل التفجيرات — أيّها المُحلّلُ الفريدُ - في بلادِنا فقط ؟! ، وهل من قام بها دونَ بقيّةِ العالمِ السلفيّونَ فحسب !؟ .

ألم تسمع بمن فجّرَ في مدينة الجبيلِ الصناعيةِ ، وبمن قاتلَ رجالَ الحرسِ الوطنيِّ في مدينةِ القطيفِ ، أو بمن تقصّدَ قتلَ أميرِ مدينةِ نجرانَ ؟! ، وهل نسيتَ الذين قتلوا الحجيجَ في مكّةَ - زادها اللهُ شرفاً - عام 147هـ ، ومن فجّرَ فيها عام 149هـ .

ومن يدري ! ، فلعلَّ الأستاذَ في لحظةٍ من لحظاتِ التجلّي والكشفِ يزعمُ أنَّ من فعلَ الأفعالَ السابقةَ هم من أتباعِ دعوةِ الشيخِ محمّد بنِ عبدِ الوهّابِ !! .

ألم تسمع بمن فجّرَ في الخبرِ ؟! ، ومن يدري فلعلَّ تفجيرَ الخبرِ من فعلِ المهديِّ القحطانيِّ ، نزلَ من السماءِ ففجّرَ ثم أرتفعَ مرّةً أخرى ، أو جاءَ من جبالِ اليمنِ فعملَ هذا العملَ ثم فرَّ هارباً إليها مع المهرّبين ، كما فعلت? — ?? ???? ????? - مراراً .

ونحنُ نسألكَ : هل منْ شاركَ في التخريبِ في بلادِنا هم من الصادقين في تطبيقِ الموروثاتِ - كما تسميهم - ؟! ، فلماذا لم تذكرِ الخلايا اليساريّةَ الشيوعيةَ والناصريةَ والقوميّةَ وما فعلتهُ في بلادنا ، لا أظنّكَ تجهلهم أو تجهلُ حقيقتهم ، فهم الآن من جلسائكَ وخاصّتكَ ، أنسيتَ كيفَ كانَ الناصريّونَ يخطّطونَ لقلبِ نظامِ الحكمِ واغتيالِ الملكِ فيصل — رحمهُ اللهُ تعالى - . إنّهُ أسلوبُ التحييد للآخرِ ، وإقصاءِ المقابلِ ، بل هو تهديدُ المحاورِ ، وهذا تُحسنه جيداً يا أستاذُ ، فكنتَ سابقاً تُهدّدُ بالتكفيرِ والتفجيرِ دونَ تورّعٍ أو تردّدٍ ، والآن صرتَ تصمُ مخالفُكَ بأنّهُ إرهابيٌّ أو صانعٌ لهُ أو من الأجنحةِ السياسيّةِ للإرهابيينَ .

اختلفت كلماتك في ماضيكَ وحاضركَ ، وحقيقتها واحدةٌ ، ونفسيّتكَ المأزومةُ لم تتغيّرْ أو تختلفْ :

ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ ***** يجدْ مُرّاً بهِ العذبَ الزلالا

وأنقلُ للقرّاءِ الكِرامِ هنا عدداً من أخبارِ المنظّماتِ والأعمالِ الإرهابيةِ التي لم يشاركْ فيها مسلمٌ ، من كتابٍ للباحثِ : مختار شعيب بعنوان " الإرهاب " حيث قالَ : " إنَّ أوّلَ منظّمةٍ إرهابيّةٍ عرفها التأريخُ هي منظّمةُ " السيكاري " التي شكّلها بعضُ المتطرّفين من اليهودِ من طائفةِ " الزيلوت " الذين وفدوا إلى فلسطين في نهايةِ القرنِ الأوّلِ قبلَ الميلادِ ، بهدفِ إعادةِ بناءِ الهيكلِ الذي عُرفَ بالمعبدِ الثاني " .

ويضيفُ المؤلفُ أنّهُ في نهايةِ القرنِ التاسعِ عشرَ ظهرتْ أوّلُ بوادرِ الإرهابِ الحديثِ في روسيّا بظهورِ منظمةِ " الأرض والحريّةِ " في العامِ 1876م ، ثمَّ منظمةُ " الإرادةِ الشعبيةِ " التي تشكّلتْ عام 1879 وجعلتِ الإرهابَ جزءاً متكاملاً من العمليةِ الاجتماعيةِ الروسيةِ .

ثمَّ يُضيفُ أنَّ أوّلَ استخدامٍ للقنبلةِ في العملياتِ الإرهابيةِ ، كان من جانبِ الثوّارِ الأيرلنديين في العقدِ الثامنِ من القرنِ التاسعِ عشرَ في عمليةِ الفرارِ من سجنِ " كلير كنوبل " في لندنَ .

على أنَّ الإرهابَ في مظهرهِ الحديثِ كان من ابتداعِ الثورةِ الفرنسيةِ ، التي قامتْ في عهدِ روبيسير وجان جيست بقطعِ رؤوس 14ألفِ فرنسيٍّ ، وسجن 3 ألفٍ آخرين .

وعرفتْ أوروبا خلالَ مرحلةِ الحربِ الباردةِ منذ بدايةِ خمسينياتِ القرنِ العشرين ما سُمّيَ بالإرهابِ الأحمرِ اليساريِّ ، الذي ارتبطَ بالتنظيماتِ الشيوعيةِ التي وجهتْ عملياتِها ضدَّ الدولِ الغربيةِ ، وضدَّ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ بصفةٍ خاصةٍ . كما عرفتْ أوروبا ما سُمّي بالإرهابِ الأسودِ الذي ارتبطَ بالتنظيماتِ الفاشيةِ والنازيةِ في إيطاليا وألمانيا والنمسا ، وعرفتْ كذلك الإرهابَ الانفصاليَّ الذي تقومُ به بعضُ الجماعاتِ الانفصاليةِ ، بهدفِ تحقيقِ انفصالِ أقليةٍ معينةٍ ، تقطنُ إقليماً معيناً عن الدولةِ الأمِّ ، كما في حالةِ الجيشِ الجمهوريِّ الأيرلنديِّ في بريطانيا ، وحركةِ " إيتا " في إقليمِ الباسكِ بأسبانيا ، وحزبِ العمال الكردستانيِّ في تركيّا .

ويضيفُ المؤلف أنّهُ منذ بدايةِ الستيناتِ عانى المجتمعُ الدوليُّ من أشدِّ العملياتِ الإرهابيةِ خطورةً وقسوةً ، وهي تلك التي تمارسُ ضدَّ الطائراتِ المدنيةِ التي تُستخدمُ في نقلِ الركابِ بين الدولِ ، والسيطرةُ عليها ، وإجبارُها بالقوةِ على تغييرِ مسارِها ، وحجزِ ركابها داخلها ، لتحقيقِ مطالبَ معيّنةٍ لخاطفيها الذين أُطلقَ عليهم مسمّى " قراصنة الجوِّ " ، حيث كان أولُ حادثِ اختطافِ طائرةٍ مدنيةٍ في البيرو عامَ 193 ، غيرَ أن هذهِ الظاهرةَ لم تستفحلْ إلا في النصفِ الثاني من القرنِ العشرينِ .

وبينما كانت المنظماتُ الإرهابيةُ خلال السبعيناتِ إما يساريةً أو فوضويةً ، وهي حركاتٌ تسعى إلى الحكمِ ، وأشهرها " الألوية الحمراء " في ايطاليا ، و" بادرماينموف " الألمانية و" لواء الغضب " البريطانيةُ ، و" العمل المباشر " الفرنسيةُ ، و" توبا ماروس " في أمريكا الجنوبية.

وقد استخدمتْ هذهِ التنظيماتُ العنفَ ضد الحكوماتِ ، وأهدافٍ مختارةٍ ، من المنشآتِ أو الأشخاصِ .

وفي عقدِ التسعينياتِ ، تحولتْ إلى عملياتٍ تهدفُ إلى الإضرارِ العامِ ، مثل عمليةِ نشرِ غازِ الساري في أحدِ أنفاقِ طوكيو ، التي ارتكبتها جماعةٌ دينيةٌ يابانيةٌ متطرفةٌ ، هي جماعة " اوم شيزيكيو " أو " الحقيقة السامية " ، وذلك إضافةً إلى عمليةِ أوكلاهوما سيتي بالولايات المتحدةِ ، التي وقعت في 19 ابريل (نيسان) 1995، وقتل فيها 168شخصاً ، والتي قام بها ديفيد كورش أحدُ أعضاءِ المليشياتِ البيضاءِ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ .

وأستطيعُ أن أنقلَ لك — أيّها المُحلّلُ الكذوبُ - أكثرَ مما نقلتُ ، وأنا أعلم أنّك تعلمُ أضعافَ ما كتبتهُ لكَ ، ولكنّكَ كالعادةِ تريدُ أن تخفيَ الحقائقَ عن أعينِ القارئ ، ممُارساً بذلك وصايتكَ القديمةَ على الآخرينَ .

رفقاً بنفسك يا أستاذُ ! ، فأنتَ لا تخاطبُ صُمّاَ ولا بُكماً ولا عُمياً ، وكفاك استعمال أسلوبِ الفراعنةِ " ما أريكم إلا ما أرى ما أهديكم إلا أسلوبَ الرشادِ " .

وننتقلُ لفكرةٍ أخرى من أفكارِ الأستاذِ ، ألا وهي محاربةُ الحوارِ مع المفجّرينَ أصدقاءَ الماضي ، بل ضمّت القوائمُ الأخيرةُ كثيراً من أخصِّ أصحابهِ ، واتهامه من يحاولُ محاورتهم ، أو إقناعهم بمراجعةِ الحقِّ وتسليمِ أنفسِهم = أنّهُ منهم . إنّهُ لمن المخجلِ ، بل مما يُضحك الثكلى ، أن يُتهمَ الشيخُ سفر الحوالي — شفاهُ اللهُ وعافاهُ - بأنّهُ على صلةٍ بأصحابِ فكركَ البائدِ يا أستاذُ .

الشيخُ سفر الذي ألّفَ رسالةً كنتَ تمقتها قديماً ، وهي بعنوانِ " التوحيد أهم فروض الأعيانِ " ، في الرد على الشهيدِ السعيدِ المجاهدِ عبد الله عزام - برّدَ اللهُ عليهِ مضجعهُ - : في كتابه " الجهاد أهم فروض الأعيان " .

الشيخ سفر الذي لم يؤيّدْ الذهابَ إلى أفغانستان ولا البوسنةِ ولا غيرها ، لا قديماً ولا حديثا ، أفيكونَ الآنَ زعيماً سياسياً للمفجرين ! ، مالكم كيف تحكمونَ وتفكّرونَ . ودعني — يا ابنَ بجادٍ - أهمسُ في أذنك فأرعني سمعكَ : هل قلتَ كلامكَ هذا بسببِ توبيخ الشيخِ لكَ وتعنيفهِ عليك فيما مضى ! ، وكأني أراه آخذاً بأذنكَ يفركُها لكَ مؤدباً ، فأبغضتهُ من تلك الفترةِ ، وحفظتها في نفسكَ ، وجاء وقتُ الانتقامِ .

يقولُ ابن بجادٍ ما نصّهُ :

" ويقول - أي الشيخ سفر - إنهم يعرفونَ بيتهُ ومنزلهُ وتاريخهُ ، وإنّهُ يُحسنُ الظنَّ بهم ، إنَّ أفكاركَ المنحرفة - يا دكتورُ - هي التي أدّتْ بهم إلى ذلك السبيلِ المشينِ ولذلك جئتَ اليوم تساومُ الحكومةَ والمجتمعَ ، وكأنّكَ جناحٌ سياسيٌّ ، يريدُ أن يستثمرَ ما يعتبرهُ نجاحاتٍ للجناحِ العسكريِّ " . نعم ! المفجرونَ يعرفونَ بيتهُ ، لأنّهُ ينصحُ لهم ويأخذُ على أيديهم ويُكرّرُ النصحَ لمن يحضر عندهُ ، كما نصحك من قبلُ . يعرفون بيتهُ كما تعرفُ بيتهُ جيّداً ، يوم جئته تحاوره ، فوبّخكَ ونهاكَ عمّا جئتَ من أجلهِ ، ومن يومها بلغَ الحقدُ في قلبكَ عليهِ ، فقد ظننتَ نفسكَ قريناً للشيخِ ومثلهُ في المكانةِ ، فلمّا أعرضَ عنكَ وحملَ على فكركَ ووضعكَ في حجمك الطبيعي ، وأعلمكَ أنّكَ لا شيء :

ويُقضى الأمرُ حينَ تغيبُ تيمٌ ***** ولا يُستأمرونَ وهم شهودُ

أخذتكَ حينها العزّةُ بالإثمِ ، وبلغتَ في نفسكَ الذروةَ من الحملِ عليهِ . ثمَّ ما هي أفكاره المنحرفة كما تزعمُ ، أهي منحرفةٌ في نظرك السابقِ ، كما كنتَ تراها ، أم منحرفةٌ بنظركَ الحاليِّ ! .

أهي مُنحرفةٌ لأنهُ نهاكَ يومها عن الغلوِّ ، والإفساد في الأرض بالتفجيرِ ؟! . أم هي منحرفةٌ لأنّهُ لم يقبلكَ بعد أن صرتَ تلعنُ أخطاءَ الماضي ، وتُسقطها على الآخرينَ ، وتتوسّلُ إلى من يعرفك أن ينسى أيّام التفجيراتِ والفكرِ المنحرفِ ، وأن لا يُصرّحَ بشيءٍ من ماضيكَ .

ما الذي يضيرُك من محاولةِ الشيخِ سفر لإخمادِ هذه التفجيراتِ ، وإقناعِ مرتكبيها أن يُسلّموا أنفسهم ؟! ، وهي جهودٌ باركها أوّل من باركها المسئولون أنفسهم .

هل لأنّكَ لم تجدْ مساحةً أو مكانةً لدى النّاسِ ليقبلوا بكَ مؤثّراً أو صانعاً للأحداثِ في حياتِهم ، فصرتُ تحقدُ على من يجدُ حظوةً وقبولاً لدى النّاسِ ، بينما بؤتَ أنتَ بخزي الدّنيا ، فرماكَ الأقربونَ والأبعدونَ ، وصرتَ كالبعيرِ الأجربِ لا يُخالطهُ إلا أجربُ مثلهُ ؟! . أم أنك تريدُ للأحداثِ الداميةِ أن تبقى ، حتى يُزجَّ بالشبابِ في السجون - حيث كنت - ، وتمتلئَ البلادُ بالنيرانِ لترتويَ نفسك المريضةُ المهووسةُ بالدماءِ .

ألم تحذّرْ من وضعِ الجزائرِ ، فقلتَ في مقالتكَ " محرقة التكفيرِ " :

" الجميعُ بلا استثناءٍ مطلوبٌ منهم العملُ والجدُّ ، حتى لا نتحوّلَ غداً إلى جزائرَ جديدةٍ ، تأكلُ أبناءها ، وتدمّرُ مكتسباتها " .

الجميعُ لا بُدَّ أن يُشاركَ ، ولكنَّ الشيخَ سفر محرّمٌ عليهِ أن يحظى بهذا الشرفِ ! ، وأنتَ تزعمُ خوفكَ على البلادِ أن تُصبحَ جزائرَ أخرى ، بينما كنتَ في زمنِ انحرافكَ أحدَ الذين يدفعونَ الشبابَ السعوديَّ لأن يذهبوا للجزائرِ مُشاركين فيما كنتَ تراهُ جهاداً مُقدّساً ، وكتبتَ فيها أنواعَ القصائدِ .

إنّك تريدُ أن يشتركَ الجميعُ في حلِّ هذهِ المعضلةِ ، وتعرفُ تماماً أنَّ الوضعَ الجزائريَّ أنتهتْ كثيرٌ من فصلهِ بعد الحوار مع المقاتلين وتسليمِ أنفسهم ، وقامَ بذلك العقلاءُ ، إلا أنّكَ كفرتَ بالحوارِ والدعوةِ إلى تسليمِ النفسِ ، لمّا رأيتَ أنَّ من قامَ بها هو الشيخُ سفر ، الذي كانَ ينهاكَ قديماً عن الاستمرارِ في الغوايةِ والانحرافِ الفكريِّ ! . وإنّي أسألك : كيف انتهى موضوعُ فراركَ من رجالِ الأمنِ ، وتشتّتكَ بعد الهروبِ وتزويرِ الأوراقِ الرسميةِ ؟ .

ألم يتدخّلْ شيخُ قبليتك ابنُ جامع ، ويقومَ بتسليمك ، بعد أن شفعَ لكَ عندَ الأمير سلمان ، فقامَ الأمير مشكوراً بقبولِ شفاعتهِ ، وشعرت حينها بالأمنِ والطمأنينةِ ، وعوملتَ أحسنَ معاملةٍ ، وخرجتَ بعد مدّةٍ يسيرةٍ ، بينما حُكمَ على الذين تأثّروا بفكركَ وقاموا بأعمالٍ لا تُقرّها الشريعةُ بـ 15 سنةً ، بفضلِ انحرافكَ وزيغكَ .

ألم تسمعْ ما قالهُ اللواء المصريُّ فؤاد علام ، حيث قالَ في قناة العربية : " وجدنا بعدَ فترةٍ طويلةٍ ، أنَّ الحوارَ هو الحلُ الأمثلُ مع هؤلاءِ ، فأرسلنا الأحمدي فحاورهم مدّة 28 يوماً ، وبعدها انتهى كل شيء " .

فلماذا تريد أن تحرم هؤلاءِ فرصة الرجوع عما هم فيه ؟ ، ولعلّي أغيظُكَ حين أقولُ : أنَّ الدولةَ قامتْ بانتخابِ مجموعةٍ من أهلِ العلمِ الأفذاذِ لمناقشةِ ومحاورةِ الشبابِ في السجونِ ، وذلك لثقتِها في أنَّ تطويقَ الفكرِ المنحرفِ إنّما يكونُ بأهلِ العلمِ ، وليسَ بأمثالكَ من الزائغينَ المُتخبّطينَ ، ومع ما تفعلهُ وتكتبهُ ، إلا أنّكَ لن تجدَ مكاناً في الإصلاحِ أو جمعِ القلوبِ ، فالجميعُ يُدركُ أنَّ حقيقةَ فكركَ الجديدِ هو بثُّ التفرقةِ ، والطعنُ في المبادئِ والقيمِ ، باسمِ المراجعةِ الفكريّةِ .

وأختمُ المعركةَ الفكريةَ - كما يسمّيها ابنُ بجادٍ - بالمقالةِ التي نُشرتْ في جريدةِ الوطنِ بعنوانِ " الهجوم على نقَّاد الحوالي وصناعة التكفير " ، وروى فيها روايةً عن شابٍّ يُقرّرُ قتلَ المنافقين الذين ذكرهم له أستاذه ، بعد قراءة مقالٍ للشيخِ الدكتورِ ناصر العمر !! وممّا قاله :

" صادف محمّدٌ يوماً وهو خارجٌ من صلاةِ العصرِ جارهم الشابَّ المعروفَ بجهادهِ ، و شدّتهِ في الحقِ ، وإنكارهِ للمنكرِ ، وصراحتهِ التي يعدُّها بعضُ الجيرانِ وقاحةً ، فتحدّثَ محمدٌ معهُ عن قصّتهِ ، وأجوبتهِ التي جمعها من كلامِ الشيخِ العمرِ ، وملف المدرسِ ، المستندةِ جميعاً إلى كلامِ اللهِ الذي يحفظهُ ، وعلم الشيخ العمرِ الشرعي ، والواقعيِّ ، وتفاني مدرّسهِ في الخيرِ والصلاحِ ، .....انصرف محمّدٌ واجماً، عازماً على جهادِ نفسهِ ، حتى لا تُقعدهُ الأعذارُ السخيفة " . وهذهِ القصّةُ مُجرّدُ إسقاطٍ نفسيٍّ آخرَ ، لفترةٍ كان يُداعبُ فكرَ الأستاذِ اغتيال بعضِ المنافقين ، بل كانَ أحدُ أقربَ أصحابهِ إلى قلبهِ يُصرّحُ أنّهُ إذا قامتِ الخلافةُ فسوفُ يعمدُ إلى جميعِ المتبرجاتِ ويقتلهنَّ واحدةً تلوَ الأخرى بالكلاشينكوف !! ، وقد انتكسَ هذا الرجلُ الآن ، وصارَ خديناً للمتبرّجاتِ ، عدوّاتِ الأمسِ ! .

وأنا أكادُ أجزمُ أنَّ هذهِ القصةَ تتضمّنُ فترةً من حياةِ الأستاذِ الماضيةِ ، يوم أنْ كان التكفيرُ والتفجيرُ هاجساً لهُ ، وربما كان هو ذلك الشاب ، وكان وقتها يرى أنَّ كثيراً من العلماءِ والدّعاةِ والكُتّابِ منافقينَ .

وبعدُ : فماذا تُريدُ يا ابنَ بجادٍ ، وإلى أين ترغبُ في الوصولِ ، وإنّما هذه التفجيراتُ والحركاتُ المتماديةُ غلوّاً في التكفيرِ ، كانتْ من صُنعكَ وصُنعِ نُظرائكَ ، وكانتْ من بقايا تفكيركم المتحجّرِ ، ولا تمثّلُ ظاهرةً أو حركةً متناميةً ، إنّما هم قلّةٌ لا يُمثلونَ إلا أنفسهم فحسب ، بل لن أكونَ مبالغاً إذا قلتُ أنّهم يمثّلونكم ويمثّلون ماضيكم ، وما عجزتم أنتم عن فعلهِ بعد أن بذرتم بذوره ، جاءَ هؤلاءِ ليأخذوا الرايةَ بدلاً عنكم .

واليومَ : تظهرُ أنتَ في ثوبِ الناصحِ الأمينِ ، وبزّةِ المحلّلِ البارعِ ، وتتنصّلُ من ماضيكَ ومشاركتكَ في صناعةِ هذه الفتنةِ ، لتُشخّصَ حالةً ، يكفي في تشخيصِها أن نقرأ سيرتكَ ، ويكفي في معرفةِ خطرها وضررها أن ننظرَ إلى حاضركَ ، فإنَّ من سلكَ هذه الطريقةَ إمّا أن يكونَ صريعاً في مواجهةٍ مسلّحةٍ داخليةٍ والعياذُ باللهِ ، أو أن يسلكَ طريقاً آخرَ لا يقلّلُ ضرراً وخطراً عن التفجيرِ والتكفيرِ ، ألا وهو فكرُكَ وطريقتُكَ الحاليةُ يا ابنَ بجادٍ .

واللهُ غالبٌ على أمرهِ ولكنَّ أكثرَ النّاسِ لا يعلمونَ .

 

 

قديم 26-11-2005, 02:33 PM   رقم المشاركة : 2
لاجئ سياسي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية لاجئ سياسي






لاجئ سياسي غير متصل

لاجئ سياسي كاتب جديد


افتراضي

شكراً

لاتعليق....!!







التوقيع
قديم 26-11-2005, 06:20 PM   رقم المشاركة : 3
Nathyaa
من المؤسسين
 
الصورة الرمزية Nathyaa






Nathyaa غير متصل

Nathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميز


افتراضي

يعطيك الف عافيه يارب







التوقيع

Nathyaa

مواضيع ذات صله منتدى الطب و الصحه

": حقائق فظيعة ومخزية !! ( 2 )



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجائب الدنيا المضحكة """"صور"""" ادخل وشوف BLUE EYES قسم الصــور الغريبــه 19 16-10-2006 05:27 AM
ايهما تفضل ""الصمت "" ام ""الكلام""" في ......؟؟؟؟؟؟ BLUE EYES منتدى الطب و الصحه 3 02-07-2006 03:37 PM
حقائق فظيعة وخطيرة عن قناة العبرية وشبكة أل mbc Nathyaa المنـتدى العـام 23 28-04-2006 09:36 PM
حقائق فظيعة ومخزية ( 1 ). توفيق المنـتدى العـام 5 27-11-2005 09:07 PM
عاااجل ..محاكمه صدام حسين بالعراق .. """" فيديو """" Nathyaa المنـتدى العـام 12 23-10-2005 09:08 AM

الساعة الآن 09:53 AM
جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML