يبدأ بناء الديكور في النمط الحديث للمنازل العصرية من الأسفل إلى الأعلى، كما هو الحال في بناء المنزل وهي القاعدة الأساسية المعتمدة في إعداد الديكورات، ويتطلب ذلك إعداد مخطط لتهيئة المنزل وتجهيز أجزائه قبل التفكير في الألوان والإكسسوارات.
ولكل جزء من المنزل متطلبات خاصة، وخصوصيات تميزه، حيث يحتم ذلك قبل كل شيء تحديد مساحات كل جزء من الأجزاء الداخلية في المنزل، الصالون وغرفة الطعام والغرف، والأرضيات وخزانة الملابس ومختلف الموجودات.
وتعتبر هذه المرحلة مهمة فعلى ضوئها تنجز الديكورات الداخلية، فكلما كانت التفاصيل متوفرة، أصبح تحديد الموديلات والطراز الذي سيكون عليه المنزل سهلا، كما أن تحديد ما نملك من أثاث في المنزل وما يلزمنا لإكمال التأثيث يجنبنا الوقوع في خطأ تحديد التكلفة اللازمة لإنجاز وتنفيذ الديكورات.
ويأتي أمر اختيار إكسسوارات المنزل في المراحل الأخيرة من التأثيث وبناء الديكورات نظراً لأنها تشغل الفراغات التي تتشكل بعد ترتيب المفروشات وتوزيعها في المنزل أثناء تغييرها أو تجديدها.
لذا فتحديد المقاسات ورسم المخطط اللائق للموبيليا ومفروشات المنزل مع الإكسسوارات اللازمة لها من شأنها تحاشي الخطأ في التوزيع والتأثيث الداخلي للمنزل وضرورة إيجاد علاقة على مستوى الديكور العام للمنزل بين مختلف الأجزاء، كانفتاح هذا الجزء على العالم الخارجي دون الآخر أو ارتباطه مع الأجزاء الداخلية، وإيجاد التوازن بين مكونات الجزء الواحد وتنظيم الأثاث فيه على أساس هذا التوازن، كوضع الطاولة في مركز غرفة الطعام، أو وضع الخزانة في صدارة الغرف المفتوحة على بعضها وهكذا نبدأ ببناء ديكورات المنزل خطوة بخطوة نراعي في ذلك سلم الأولويات في عالم الديكور، كما أننا نبني المنزل لنصل في نهاية المطاف إلى منزل جميل متكامل الأجزاء مزود بالديكورات الأنيقة.
منزل الغد
توازن بين الماضي والحاضر
طراز جديد من الديكورات العصرية بفنون وتقنيات حديثة، أوراق جدران بنماذج وصور مختلفة، سيلٌ من التصاميم الحديثة، مزيج من الألوان الحية.
في هذا الزخم كله تتعالى الصيحات للالتفات إلى الماضي من منطلق الحنين إليه، ولضرورات يقتضيها وقف هذا السباق الذي لم ينتج سوى نماذج من وراء الخيال في صورة مقتنيات تقدم كديكورات عصرية للجمهور المتهافت على الجديد، فهذه طاولة أخذت شكل الفيل استقرت على ظهره قطعة من الزجاج متساوية الأبعاد استندت على خرطومه، وذاك مصباح ترى نوره لكنك لا تراه، وذلك سرير هوائي، وهناك الكرسي الفضائي. مواد من نتاج عالم متمرد على الواقع ينسجها خيال فناني ومبدعي هذا العصر.
لقد بدأ الحنين إلى الماضي في وسط هذا الزحام، ليس الماضي بشكله وتقاليده الحرفية وتفاصيل مكوناته لكن بالعودة إلى التعايش والتمازج في الأسلوب والنمط بينه وبين الحاضر الذي لا تكاد تلفظه حتى يصبح في الماضي وذلك لإيجاد التوازن المنطقي بين الأسلوبين. وتبدو طريقة الخروج من هذا السباق سهلة في المنزل وفي المكتب، باقتناء مواد الديكور بشكلها البسيط، الذي يجلب الراحة للنفس ويشعرك بالمتعة والسعادة بعيداً عن التعقيد والسباحة في الخيال والميتافيزيقا، كالتقليل من استخدام الألوان وتمازجها الكثيف بتحديد الألوان في الغرفة، واعتماد الطبيعية منها فتجعل الأجواء أكثر هدوءاً، كذلك باستعمال الإنارة الطبيعية والتقليدية بالشكل الذي يرضي النفس ويريح الناظر، واستخدام ستائر القصب التي تحمي من الشمس وتعكس الجمال، وهكذا بامتلاك المواد الطبيعية والمطورة بتقنيات العصر، وبالابتعاد عن كل ما هو مبتكر وغير نافع تحصل على أجواء فيها الراحة والطمأنينة وصدق الكاتب الفرنسي اكسوبيري حينما قال (إن أروع ما في الصحراء أنك لا تستطيع أن تنزع منها شيئاً).
اللوحات والصور... اللمسات الأخيرة للديكور
تنبع أهمية اللوحات والصور والمجسمات في المنزل من الأثر الذي تخلفه هذه المقتنيات، التي تعتبر من الإكسسوارات الغنية بمعانيها الجمالية في المكان ، إذ حددت لاقتنائها مفاهيم وعناصر بتوفرها يتزين المنزل بأجمل الحلل والديكورات، ويزداد تألقه مع هذه المقتنيات ولاسيما إذا ما بنيت لدى المباشرة ببناء ديكورات المنزل من الصفر حيث يستخدم مفهوم التناغم والانسجام مع المكان الذي يكون في موقع الأهمية والاهتمام في حينها.
من العناصر المهمة في الحياة العامة للأسرة، اقتناء صور أو لوحات من مواد مختلفة كالخشب أو الزجاج تعبر عن معان ختلفة، كاللوحات التي تجسد الحياة الإنسانية أو صور العائلة مثلاً ، رسوم أو صور الحيوانات ، لوحات مقتبسة من الطبيعة الحية أو من عناصرها، رسوم الفراشات على الزجاج .... حيث يشغل اختيار الألوان المهمة الرئيسية الأولى، و يكون الاختيار على مستوى إطار اللوحة من جهة والذي يختلف من زمن إلى آخر ، حيث كان اللون الذهبي يغزو إطار اللوحات وكان يعتبر المقياس الجمالي للوحة، ثم ظهرت الألوان الغامقة والهادئة للإطار، واختفى الإطار نفسه في الكثير من اللوحات العصرية، وعلى مستوى اللوحة نفسها ، كاللون الأزرق للسماء، واللون الأخضر للطبيعة، بعد توفر معادلة التناغم والتوازن مع ألوان الأجزاء الأخرى في المنزل .
كما أن المادة المشكّلة لإطار اللوحات تكاد تكون الأبرز في الظهور، كالإطار المعدني أو الإطار الخشبي وتكثر أنواعها ، كذلك تحديد نوعية مادة اللوحة حيث أفرزت التقنيات الحديثة نماذج عديدة من هذه المواد، إضافة إلى ذلك تخصيص جزء من الجدران لطرح نماذج مختلفة عن مقتنيات جدارية تلعب الدور نفسه في المكان كتثبيت قبعة أو مجسمات كرتونية ،أو مجسم سفينة.
وهكذا يعتبر تثبيت اللوحات و الصور و الرسومات على جدران المنزل من اللمسات الفنية الأخيرة التي توضع للديكورات في المنزل شريطة توفر الدقة في الاختيار والإبراز .
انشالله تحوز على اعجابكم وارجو الرد السريع وشكرا :):):)