تبذل هيئة الطرق والمواصلات جهودا كبيرة لمنع الحوادث المرورية أو التخفيف منها إلى أدنى مستوى ممكن عبر سلسلة من الإجراءات تشمل البرامج التثقيفية وتنظيم حملات التوعية والتوجيه، والسعي لإدخال برامج تعليمية وإجراء دراسات حول المنظومة الشاملة لتدريب قيادة المركبات.
وقال المهندس بدر الصيري مدير إدارة المرور في هيئة الطرق والمواصلات، أن هذا التوجه يأتي في إطار الإستراتيجية العامة للهيئة لخدمة المجتمع وتحقيق السلامة العامة للأفراد والممتلكات والمحافظة عليها وخصوصا عندما يتعلق الأمر بحياة الأفراد باعتبارهم ثروة المجتمع الحقيقية ونواة بنائه وتطوره. حوادث السير مؤسفة مهما كان حجمها والأضرار الناجمة عنها بشرية كانت أم مادية.
ودعا مدير إدارة المرور كافة الفعاليات والمؤسسات المعنية، خصوصا الإعلامية والتربوية والاجتماعية، للقيام بدورهم وأخذ زمام المبادرة لتوجيه الشباب وتوعيتهم حول أساليب القيادة الآمنة وأهمية السلامة المرورية وتأهيلهم ليكونوا عناصر وقاية وإرشاد لغيرهم، منوها إلى أن الإدارات المعنية في الهيئة وأجهزة الشرطة لا تدخر جهداً للحد من الحوادث المرورية عبر حملات التوعية والضبط أيضا عندما تقتضي الحاجة، لكن ذلك ليس كافيا دون تكاتف ومؤازرة مختلف فعاليات المجتمع لتعزيز هذه الرسالة، مؤكدا استعداد الهيئة ومن خلال إداراتها المعنية للمشاركة ودعم هذه الحملات بكافة الوسائل التي تضمن نجاحها للحد من النزف البشري والمادي على شوارع الإمارة والوطن عموما.
وتعليقا على إحصائية أصدرتها الهيئة مؤخرا، قال: رغم أن نسبة الحوادث في إمارة دبي تعتبر ألأفضل بين دول المنطقة ومتوسطة مقارنة بالدول المتقدمة، إلا أن طموحنا هو الحد منها وتخفيفها إلى أدنى مستوى. فهي تمثل خسارة فادحة وخاصة عندما يتعلق الأمر بالخسائر البشرية. إنها تحصد سنويا أرواح العشرات من الشباب الذين يشكلون مستقبل البلاد وثروتها الحقيقية.
وبحسب الإحصائية فإن حوادث السير في دبي قد تسببت خلال النصف الاول من العام الجاري بوفاة 157 شخصا بينهم 32 مواطنا من دولة الإمارات، شكلوا نسبة 20.5% من ضحايا الحوادث التي بلغ إجمالي عددها 915 حادثا أدت إلى 1457 إصابة مرورية، كان نصيب المواطنون منها150 حادثا، وقعت في الإمارة خلال النصف الأول من العام الجاري 2006، بحسب إحصائية حديثة أصدرتها هيئة الطرق والمواصلات مؤخرا.
وكشفت أن الطرق الخارجية والشريانية الرئيسية هي ألأكثر تسجيلا للحوادث، إذ تصدر شارع الشيخ زايد المناطق الأكثر عرضة للحوادث في الإمارة من حيث عدد الحوادث فوقع عليه نحو 54 حادثا راح ضحيتها 16 شخصا بنسبة 10% من إجمالي الوفيات، بينما شهد شارع الإمارات 49 حادثا، وشارع الخيل 16 حادثا ، شارع دبي العين 15 حادثا ، شارع الشيخ خليفة بن زايد 15 حادثا، شارع خدمات الشيخ زايد 15 حادثا، شارع خالد بن الوليد 14 حادثا، شارع الاتحاد 14 حادثا، بينما وقع على شارعي العوير والشيخ راشد 12 حادثا على كل منهما.
وتوضح الإحصائية أيضا أن الجنسية الهندية تصدرت قائمة الحوادث بواقع 228 حادثا أسفرت عن وقوع 344 إصابة نجم عنها 30 حالة وفاة بنسبة 19.2% من إجمالي وفيات الحوادث، وسجلت الجالية الباكستانية وقوع 193 حادثا أسفرت عن 332 إصابة أودت بحياة 37 شخصا بنسبة 23.7% من إجمالي الوفيات. وبلغ عدد حالات الوفاة بين الجنسيات العربية بما فيها رعايا دول مجلس التعاون الخليجي 28 حالة، نجمت عن 163 حادثا تسببت بوقوع 257 إصابة.
في الاطار ذاته أكد السيد خلفان محمد البرواني مدير قسم السلامة المرورية في هيئة الطرق والمواصلات أن فئة الشباب بين 18 - 25 عاما كانت هي الأكثر تسببا وتضررا في الحوادث المرورية، وذلك بسبب السرعة العالية وعدم تقدير أوضاع الطرق وارتكاب المخالفات المرورية القاتلة من بينها عبور الإشارات المرورية الحمراء، ما يفضي إلى نتائج مؤسفة في الأرواح والممتلكات. وتمثل السرعة الزائدة نسبة 80% من أسباب الحوادث التي تؤدي للوفاة، بينما يشكل المشاة 40% من إجمالي الوفيات في حوادث السير.
وقال البرواني أن هناك توجها لدى إدارة الترخيص في هيئة الطرق والمواصلات لإدخال برامج تدريبية لرفع مستوى منظومة تدريب القيادة، واتخاذ سلسلة من الإجراءات المهمة للتقليل من الحوادث من بينها مراقبة السرعة الزائدة واستخدام حزام الأمان.
وشدد مدير قسم السلامة المرورية على أهمية برامج التوعية والإرشاد، لافتا إلى أن ذلك مسؤولية وطنية يجب أن تشارك فيها كافة المؤسسات والهيئات بما فيها وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وبلغات متعددة لضمان وصول الرسالة إلى جميع فئات وشرائح المجتمع.
الجدير بالذكر أن الهيئة قد اتخذت مؤخرا عددا من الإجراءات الاحترازية للحد من الحوادث المرورية شملت إجراء دراسة مفصلة لجميع حوادث الدهس في الإمارة بما في ذلك أسبابها وتحديد أماكن وقوعها والاحتياطات الممكنة لمنع وقوعها أو تجنبها، وأنها قامت بوضع سياجات في شارع الشيخ زايد وعدد من الشوارع الرئيسية لمنع المشاة من قطع الطرق في الأماكن الخطرة، كما ستقوم خلال هذا العام والعام القادم بتسييج المزيد من الشوارع الرئيسية للحيلولة دون قطعها من قبل المشاة.