[FRAME="3 90"]حقوق المراة الانسانية و المساواة -
ان من اهم المواضيع المثيرة للجدل في الوقت الراهن موضوع حقوق المراة و المساواة الذي يتداوله الجميع و تتبارى عليه المنظمات و الهيئات الاجتماعية و السياسية بشكل عام . لكننا اذا جئنا و تناولنا الموضوع من وجهة نظر المراة نفسها يكون له طابع اخر سليم و واقعي و اكثر اثارة من ان تتداوله شرائح المجتمع الاخرى لانها هي صاحبة الشان و وهي الموضوع ذاته الذي يتدافع الجميع الى تبنيه و التحدث به . فترى الرجال يتراكضون للادلاء بارائهم والحديث عن حقوق المراة كهولاء الاطباء الذين يحملون مباضعهم الجراحية لاجراء العملية لمريضهم .عجبا !! هل يعرف اولاء الرجال كالاطباء ايضا المرض الحقيقي لمرضاهم ومصدر ذاك المرض قبل ان يتفاقم و ينتشر. هل يستطيع اولاء الرجال التنازل عن انانيتهم لتكون المرأة في احسن حال ؟ علينا ان نتباحث جذور المشكلة و ذلك بتحديد العلة ثم بعد ذلك مداواتها . وهذا في الواقع يتم بتحصين المراة حتى تقدر على الامساك بزمام امرها بنفسها .
ما من شك ان عالمنا هو عالم يتحكم به الرجال , وهم السبب الاساسي وراء عدم مساواة المراة بالرجل و حرمانها من حقوقها الانسانية . كما انهم هم المسبب الاساسي في خلق هذه العلة .و هم الذين يحددون درجتها , وهم الذين يقومون بتحديد كفاءات المراة وتقييم مستواها , في الوقت الذي هم انفسهم المسؤولون عن الحالة التي هي فيها .
نستطيع ان نكتشف بكل سهولة ان ارباب العمل , الرؤوساء , مسؤولوا الهيئات الرسمية والدوائر جميعهم ,القضاة ومعظم الاطباء , الزعامات الاجتماعية , المدراء في الاعلام , اصحاب الشركات الكبرى , ارباب العائلات اكثرهم ان لم نقل جميعهم من الرجال . هكذا يتحكم الرجل بكل مفاصل حياة المرأة متبوأ تلك المكانة التي كان حري بالمراة ان تتولاها .
ثم ان هناك الملايين من النساء المسحوقات , الاميات اللواتي ضاقت مشاعرهن في زوايا يسيطر عليها الرجل . اين حقوقهن و كيف استطاع الرجل الحاكم المستلم زمام الامور ان ينصفهن ؟
هناك مشكلة ذات طابع آخر وهي الدعارة وتجارة الرقيق الابيض . حيث تحولت اجساد النساء الى سلعة رخيصة في تجارة الجنس كما هو الحال في الصين واليابان وبلدان اخرى . كما ان الفتيات الجميلات يستخدمن للدعاية والاعلان .من المسؤول عن كل هذا سوى الرجل ؟!
يتمادى الرجل في قمع المراة عن طريق احباطها , والتقليل من شأن خبراتها التي تفوق الخيال اذا توفرت لها الظروف الملائمة لاستخدامها . اين هي تلك الخبرات لقد قمعها الرجل حينما قال لها منذ الوهلة الاولى : حمقاء بليدة , لا تعرفين شيئا , بلهاء , بنصف عقل . . اذا استطاعت المراة تجاوز هذا القمع و كسر هذا الجدا ر لاتحفت البشرية بابداعاتها . فلان المراة هادئة صبورة بطبعها , شديدة الدقة والدراية متزنة . ان عملت اتقنت عملها بشدة و احسنت الادارة ونظمت اكثر من الجميع . فهي تدير المنزل كما نعرف بدون خوف وتقوم بتربية الاطفال بثقة وامان . وبامكانها العمل خارج البيت الى جانب عملها المنزلي . لقد دلت الاحصائيات على ان سائقي السيارت الاقل تسجيلا للمخالفات هم من النساء .
اذا كانت المرأة ضعيفة ولم تتخطى حواجز الخوف التاريخية التي وضعت لها فانها تسحق . وتفقد ثقتها بنفسها وبامكانياتها فتكبت رغباتها , وتخنق مواهبها ,و تصبح تابعا للرجل حيث تعود اليه في كل صغيرة وكبيرة , وتستشيره قبل القيام باي عمل . مما يعزز احساسها بانها الضلع القاصر , وبانها كائن اقل ذكاء من الرجل . وينطبع هذا الاحساس عندها في اللاوعي . ثم يظهر على شكل امراض جسدية ذات منشأ نفسي غير مفهومة . ثم يتبجح الرجال بان معظم المرضى هم من النساء , بدون التعرض لسبب المرض وللحلول الممكنة لهذا المرض .[/FRAME]
20-09-2006, 09:48 PM
المواضيع المتشابهه
